
في كلمات قليلة
في قلب فرنسا، لا تزال مصحة بليجني تستقبل مرضى السل الأكثر تعقيداً، وهو مرض يعتقد الكثيرون أنه اختفى. التقرير يكشف عن معاناة المرضى، ومنهم شابة تشعر بالخجل من إصابتها، وعن الروتين الصارم لضمان التزامهم بالعلاج ومنع مقاومة المضادات الحيوية.
«أشعر ببعض الخجل. سخرت مني أختي قائلة إن هذا مرض الفقراء...» بهذه الكلمات تعبر «بوتشو»، وهي شابة في العشرينيات من عمرها، عن مشاعرها وهي تقضي شهوراً في مستشفى بليجني (Centre hospitalier de Bligny) في إيسون بفرنسا. هذه المنشأة هي آخر مصحة متخصصة متبقية في البلاد مكرسة لعلاج حالات السل الأكثر خطورة وتعقيداً.
السل (الدرن) هو مرض معدٍ قد يعتقد الكثيرون أنه اختفى من فرنسا والدول المتقدمة، لكنه لا يزال يصيب ما يقرب من 5000 شخص سنوياً. وتُعد قصة بوتشو دليلاً مؤلماً على استمرار هذا التحدي الصحي.
لم تكن بوتشو تعلم كيف التقطت عصية كوخ (Mycobacterium tuberculosis)، التي استقرت في عمودها الفقري. بدأت الأعراض بآلام متزايدة، ثم فقدان القدرة على الحركة في ساقيها. اكتشف الأطباء كتلة في عمودها الفقري، وبعد عملية جراحية عاجلة وتحليل الأنسجة، تم تأكيد التشخيص: السل الفقري.
في مصحة بليجني، يتم علاج الحالات التي تتطلب إشرافاً طبياً مكثفاً لعدة أشهر. ويتمثل جزء من روتين العلاج اليومي في اختبار المرضى على مدى التزامهم بتناول الأدوية. فكل صباح، يجب على المرضى تحديد الأدوية التي يجب عليهم تناولها أمام الممرضة. الهدف من هذا الإجراء هو ضمان قدرتهم على الالتزام الصارم ببرنامج العلاج المعقد بمجرد مغادرتهم المستشفى، وهو أمر حيوي لمنع الانتكاس ومقاومة المضادات الحيوية.
على الرغم من العزلة ووصمة العار المرتبطة بالمرض، تحاول بوتشو تزيين غرفتها بالزهور الورقية ورسومات الماندالا الملونة، في محاولة للحفاظ على جزء من حياتها الطبيعية. ويسلط هذا التقرير الضوء على أن مرض السل لا يزال يمثل تحدياً صحياً كبيراً، حتى في قلب أوروبا.