
في كلمات قليلة
دليل شامل من الخبراء حول كيفية التعامل مع التواء الكاحل، ومتى يجب استشارة الطبيب، وأهمية العلاج الطبيعي لتجنب تكرار الإصابة وتطور حالة عدم الاستقرار المزمن.
يُعد التواء الكاحل من الإصابات الرضّية الأكثر شيوعاً، حيث يتعرض آلاف الأشخاص يومياً لهذه الإصابة. ويُخطئ الكثيرون في التعامل معها من خلال العلاج المنزلي العشوائي. يؤكد الخبراء أن أي التواء في الكاحل يجب أن يخضع للاستشارة الطبية، نظراً لوجود خطر كبير لتكرار الإصابة وتطور حالة عدم الاستقرار المزمن.
متى يجب طلب الاستشارة الطبية؟
يوضح بريس بيكو، أخصائي العلاج الطبيعي والباحث، أن الاستشارة ضرورية إذا حدث تورم في الكاحل، أو استمر الألم، أو واجه المريض صعوبة في المشي لأكثر من يوم واحد. وتوصي الهيئات الصحية بإجراء التقييم الأولي "في غضون 24 ساعة" لضمان التدخل المبكر في حال وجود إصابة خطيرة. ويشدد الدكتور غيوم كوردييه، جراح العظام المتخصص في جراحة الكاحل الرياضية، على أنه إذا اختفى الألم بسرعة، فلا داعي للاستشارة، ولكن ظهور كدمة أو وذمة (تورم) أو صعوبة في المشي في اليوم التالي يدل على التواء شديد.
الإجراءات الواجب اتخاذها فوراً
عند وقوع الالتواء، يجب التوقف عن النشاط فوراً لتجنب تفاقم الإصابة. يمكن استخدام جبيرة حماية صلبة متاحة في الصيدليات، أو العكازات إذا كان الوقوف على القدم مؤلماً. ومع ذلك، ينصح بيكو بضرورة "إعادة تحميل الضغط على المفصل في أقرب وقت ممكن، شريطة ألا يسبب ذلك ألماً".
هل يجب استخدام الثلج؟ على الرغم من الجدل الأخير حول تأثير الثلج على إبطاء عملية الشفاء، يؤكد الخبراء أن نسبة الفائدة إلى المخاطر إيجابية، خاصة للمرضى الذين يعانون من ألم شديد أو تورم كبير في الكاحل. ويُنصح بتجنب مضادات الالتهاب دون استشارة طبية (لأنها قد تؤخر عملية الشفاء)، وتفضيل المسكنات مثل الباراسيتامول. كما يساعد إبقاء الساق مرفوعة في تقليل التورم.
أهمية إعادة التأهيل والعلاج الطبيعي
يُحذر الخبراء من أن هناك "خطراً كبيراً لتكرار الإصابة لاحقاً وتطور عدم الاستقرار المزمن". يمكن أن تتكرر الإصابة لدى ما يصل إلى 70% من الرياضيين الشباب، ويحتفظ 40% من المصابين بعدم استقرار مزمن. هذا الخلل قد يؤدي إلى انخفاض النشاط البدني وتطور التهاب المفاصل المبكر في الكاحل في سن 45 أو 50 عاماً، وهو ما يصعب علاجه في تلك المرحلة.
بالإضافة إلى ذلك، قد يكون ما يُعتقد أنه التواء مجرد إصابة أخرى، مثل كسر أو تمزق في وتر العرقوب (وتر أخيل)، مما يتطلب تثبيتاً سريعاً أو جراحة.
دور الأشعة السينية (الراديو)
تُستخدم الأشعة السينية للبحث عن الكسور في عظام القدم والكاحل، والخلع، والتمزقات العظمية. ويتم تحديد ضرورة إجراء الأشعة بناءً على معايير معينة، أبرزها معايير أوتاوا، التي تبحث عن عدم القدرة على تحمل الوزن أثناء المشي لأربع خطوات، و/أو الألم عند جس مناطق محددة.
حتى لو كانت نتيجة الأشعة مطمئنة ولا يوجد كسر، فإن التواء الكاحل "البسيط" غالباً ما يتطلب إعادة تأهيل لتجنب المضاعفات طويلة الأمد.
العودة إلى النشاط الرياضي
يحذر الأخصائيون من أن 40% من المصابين يعودون لممارسة الرياضة في اليوم التالي للإصابة، و80% خلال أسبوع، وهو وقت مبكر جداً. يجب عدم التوقف التام، ولكن لا ينبغي أيضاً بذل مجهود مفرط. يُنصح بالأنشطة اللطيفة على الكاحل مثل ركوب الدراجات أو السباحة، مع تجنب الجري.
يُعد الوقت مؤشراً سيئاً لتحديد موعد العودة الكاملة، إذ يمكن أن تتراوح المدة بين 10 أيام وشهر ونصف حسب شدة الإصابة وحالة المريض. وقد يساعد ارتداء دعامة مرنة أو استخدام الرباط الضاغط (الشريط اللاصق) أثناء بعض الأنشطة الرياضية في منع تكرار الإصابة.
متى تكون الجراحة ضرورية؟
يُعتبر جراح العظام آخر من يتم استشارته. ولا يتم النظر في الجراحة إلا في حال فشل إعادة التأهيل واستمرار الألم أو عدم الاستقرار المزمن في الكاحل. الهدف من الجراحة على المدى القصير هو تجنب الالتواء المتكرر الذي قد يسبب أضراراً لا رجعة فيها للغضروف، وعلى المدى الطويل هو تجنب التهاب المفاصل (الخشونة) المبكر.
حتى في حالة عدم الاستقرار المزمن، فإن العلاج الطبيعي لديه معدل نجاح كبير، وإذا لم يكن كافياً، فإنه يحسن بشكل كبير من نتائج أي عملية جراحية لاحقة.