
في كلمات قليلة
يؤكد البروفيسور موريس ميمون، أحد أبرز جراحي التجميل في العالم، أن أي إجراء جراحي، سواء كان ترميمياً أو تجميلياً، يعتبر رعاية صحية مشروعة إذا كان يهدف إلى مساعدة المريض على التصالح مع ذاته والتخفيف من معاناته النفسية المرتبطة بصورة الجسد.
يؤكد البروفيسور موريس ميمون، رئيس قسم الجراحة التجميلية والترميمية والجمالية في مركز الحروق بمستشفى تروسو، والحائز على شهرة عالمية بفضل عمليات زرع الجلد الجريئة، أن الجراحة التجميلية ليست مجرد "ترف" بل هي شكل أساسي من أشكال الرعاية الصحية. ويشدد ميمون على أن أي إجراء جراحي، سواء كان إنقاذ حياة مصاب بحروق بالغة، أو إعادة بناء ثدي بعد جراحة السرطان، أو حتى إجراء تجميلي مثل تجميل الأنف أو شد الوجه، يكتسب شرعيته الكاملة إذا كان يتيح للمريض التصالح مع صورته الذاتية.
ويرى البروفيسور ميمون أن جوهر مهنة الجراح لا يكمن فقط في المهارة اليدوية، التي يفتخر بها كحرفي ماهر، بل في الأخلاقيات والاستماع العميق للمريض. ففي رأيه، لا قيمة لأكثر الإيماءات خبرة ما لم تكن نتيجة لحوار صادق بين الطبيب والمريض، حيث يجب أن تسود الاحترافية والاستماع قبل إصدار أي أحكام قيمية.
ويوضح ميمون أن جميع الأمراض المرتبطة بصورة الجسد هي مصدر للمعاناة النفسية، بما في ذلك تلك التي يعتبرها المجتمع "تافهة" أو "غير ضرورية". بالنسبة له، فإن السعي لتحسين المظهر الخارجي أو تصحيح عيب ما هو استجابة لألم داخلي حقيقي، وبالتالي يندرج تحت مظلة الرعاية الصحية التي تهدف إلى تحسين جودة حياة المريض ورفاهيته النفسية. هذا المفهوم يمثل تحدياً للمفاهيم التقليدية للجراحة التجميلية ويؤكد على أهمية البعد الإنساني والأخلاقي في هذا المجال.