مطالبة الأطباء بتحديد "سبب واحد" للاستشارة الطبية: هل هذا ممكن عملياً؟

مطالبة الأطباء بتحديد "سبب واحد" للاستشارة الطبية: هل هذا ممكن عملياً؟

في كلمات قليلة

يسعى بعض الأطباء العامين إلى فرض قاعدة "موضوع واحد لكل استشارة" لمواجهة ضغط العمل وتعدد شكاوى المرضى. لكن الهيئات الطبية العليا ترفض هذا التقييد بشدة، مؤكدة أنه غير واقعي ويعيق التشخيص الشامل، نظراً لأن مشاكل المرضى غالباً ما تكون مترابطة.


يواجه الأطباء العامون ضغوطاً متزايدة بسبب ما يصفونه بـ "قائمة التسوق" للمرضى، حيث يصل المراجعون إلى العيادة وهم يحملون عدة مواضيع للنقاش في زيارة واحدة، تتراوح بين تجديد الوصفات الطبية، والحصول على لقاح، ومناقشة أعراض جديدة أو طلب شهادة طبية.

تشير الدراسات إلى أن المريض العادي يأتي بمتوسط يتراوح بين موضوعين وثلاثة مواضيع لمناقشتها مع طبيبه. هذا التعدد في الأجندة يثير استياء بعض الأطباء الذين يرون أن الوقت المخصص للاستشارة القياسية غير كافٍ لمعالجة كل هذه القضايا بفعالية.

في محاولة لترشيد الوقت وتحسين كفاءة العمل، بدأ بعض الأطباء بفرض مبدأ صارم: دافع واحد فقط لكل موعد. يهدف هذا الإجراء إلى تمكين الطبيب من التركيز بشكل كامل على المشكلة الرئيسية، مما يضمن تشخيصاً أدق وعلاجاً أفضل.

لكن هذا التوجه قوبل برفض قاطع من قبل الهيئات التنظيمية الطبية العليا. فقد أكد أعضاء المجلس الوطني لنقابة الأطباء أن مطالبة المرضى بالقدوم لسبب واحد فقط "أمر غير ممكن" على أرض الواقع.

  • الرفض يستند إلى حقيقة أن صحة المريض غالباً ما تكون شبكة من المشاكل المترابطة. فصل الأعراض المتعددة في مواعيد منفصلة يعيق قدرة الطبيب على تكوين صورة سريرية شاملة.
  • كما أن هذا التقييد قد يدفع المرضى إلى تأجيل أو إخفاء المشاكل الصحية الأقل إلحاحاً، مما قد يؤدي إلى تفاقمها لاحقاً.
  • بالإضافة إلى ذلك، فإن فرض مواعيد متعددة لمناقشة قضايا كان يمكن حلها في زيارة واحدة يزيد من العبء على النظام الصحي ككل.

ويشدد الخبراء على ضرورة إيجاد حلول وسط، مثل زيادة مدة الاستشارة أو تطوير آليات فرز أولية أكثر كفاءة، بدلاً من وضع قيود تعيق التواصل الصادق والكامل بين الطبيب والمريض.

نبذة عن المؤلف

ناتاليا - صحفية اجتماعية، تغطي قضايا الهجرة والتكيف في فرنسا. تساعد تقاريرها السكان الجدد في فهم البلاد وقوانينها بشكل أفضل.