
في كلمات قليلة
يتناول التقرير ظاهرة متنامية في أوروبا حيث يتبنى الأشخاص في الستينيات من العمر استراتيجيات صارمة ومبنية على العلم لإدارة صحتهم، معتبرين إياها استثماراً حيوياً. وقد أدت هذه المنهجية، المستوحاة من طب طول العمر، إلى استعادة العديد منهم مستويات عالية من الطاقة واللياقة، مؤكدين أن الوقاية والروتين العلمي هما مفتاح الحيوية في سن متقدمة.
تنتشر في أوروبا موجة جديدة من الاهتمام بالصحة بين كبار السن، حيث يتبنى الأشخاص في الستينيات من العمر نهجاً صارماً ومنهجياً لإدارة صحتهم، معتبرين إياها «أصولاً مالية» يجب الحفاظ عليها وتنميتها. هذا التحول الجذري مدفوع بالتقدم في «طب طول العمر» (Longevity Medicine).
يقول فرانسوا، البالغ من العمر 59 عاماً، وهو طبيب عام سابق تحول إلى مدير تنفيذي في مجموعات صحية كبرى، إنه لم يكن يوماً رياضياً. لكن مع اقترابه من الستين، قرر تغيير مساره بشكل جذري. وبعد أربع سنوات من البحث والاطلاع على الدراسات العلمية، قام فرانسوا بتغيير شامل لروتين حياته اليومي، مؤكداً أنه استعاد «لياقة شبابه في سن الـ 25» من حيث الطاقة والجسم المتناسق والنوم المنتظم.
هذا التحول ليس مجرد حظ، بل هو نتيجة لتبني نظرة جديدة للصحة. فإيزابيل، 64 عاماً، تروي كيف أن فحصاً وقائياً شاملاً (Check-up) أنقذ حياتها، مما يؤكد أهمية الكشف المبكر والتدخل الاستباقي الذي يروج له طب طول العمر.
ويشدد هؤلاء الرواد على أن الأمر لا يتعلق بـ "وصفات سحرية"، بل بتطبيق دقيق للمبادئ العلمية التي أثبتت فعاليتها. لقد انهارت العديد من المفاهيم القديمة حول الشيخوخة أمام الأدلة العلمية، مما دفعهم إلى تبني روتين صارم يشمل التغذية الدقيقة، والتمارين الرياضية المخصصة، والمراقبة البيولوجية المستمرة.
إن فلسفة «أدير صحتي كأصولي المالية» تعكس وعياً متزايداً بأن الاستثمار في الصحة الوقائية هو أفضل ضمان للحفاظ على جودة الحياة مع التقدم في السن، وتحويل مرحلة الشيخوخة إلى «عصر ذهبي» من النشاط والحيوية.