جدل علمي: هل يجب منع الأطفال من الشاشات (الهواتف والأجهزة اللوحية) حتى سن السادسة؟

جدل علمي: هل يجب منع الأطفال من الشاشات (الهواتف والأجهزة اللوحية) حتى سن السادسة؟

في كلمات قليلة

يدور نقاش حاد في الأوساط الطبية حول ضرورة رفع سن حظر تعرض الأطفال للشاشات الرقمية من ثلاث سنوات إلى ست سنوات. تدعم جمعيات طبية بارزة هذا التوجه الجديد، محذرة من أن الشاشات تعيق وتؤثر سلباً على بناء دماغ الطفل. في المقابل، يرى خبراء آخرون أن هذا الحظر الصارم مبالغ فيه وقد يكون له تأثير عكسي، مؤكدين على أهمية الاعتدال في الاستخدام.


تتصاعد حدة النقاش في الأوساط الصحية العالمية حول تحديد السن المناسب لتعرض الأطفال للشاشات الرقمية. فبينما يتفق الأغلبية على ضرورة تجنب الشاشات تماماً قبل سن الثالثة، ظهرت دعوات جديدة مدعومة من جمعيات علمية وطبية كبرى، مثل الجمعية الفرنسية لطب الأطفال، تطالب بتمديد هذا الحظر ليشمل الأطفال دون سن السادسة.

ويستند الداعمون لهذا التوجه المتشدد إلى أدلة تشير إلى أن الشاشات، بجميع أشكالها (التلفزيون، الأجهزة اللوحية، الهواتف الذكية)، «تعيق وتؤثر سلباً على بناء دماغ الطفل» في المراحل التكوينية المبكرة. ويشددون على أن السنوات الست الأولى من حياة الطفل هي فترة حرجة لنمو المهارات المعرفية واللغوية والاجتماعية، وأن التعرض المفرط للشاشات يمكن أن يسبب تأخراً في هذه الجوانب.

ومع ذلك، قوبلت هذه الدعوة الصارمة بانتقادات واسعة من قبل العديد من المتخصصين في تنمية الطفل. ويرى هؤلاء الخبراء أن الموقف المتشدد قد يكون له «تأثير عكسي» وغير عملي في ظل الحياة العصرية.

وفي هذا الصدد، يشير البروفيسور غريغوار بورست، مدير مختبر متخصص في دراسات الدماغ، إلى أن «هذه الدعوة تتعارض مع التوصيات الحالية الأكثر توازناً. عملياً، لا نمتلك أدلة قوية كافية تبرر منع الشاشات تماماً حتى سن السادسة».

ويؤكد الخبراء الأكثر اعتدالاً أن المشكلة تكمن في كيفية ومدة استخدام الشاشات، وليس في وجودها بحد ذاته. ويدعون الآباء إلى التركيز على المحتوى التفاعلي، وتقليل وقت المشاهدة السلبية، والأهم من ذلك، ضمان التفاعل الاجتماعي واللعب الحر كبديل أساسي للوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشة.

نبذة عن المؤلف

سيرجي - محلل اقتصادي، يحلل الأسواق المالية في فرنسا والاتجاهات الاقتصادية العالمية. تساعد مقالاته القراء على فهم العمليات الاقتصادية المعقدة.