تشهد قناة الأخبار الفرنسية BFMTV موجة غير مسبوقة من الاستقالات، حيث أعلن ما يقرب من 50 صحفياً عن مغادرتهم منذ بداية الموسم. وتأتي هذه "الهجرة الجماعية للعقول" في أعقاب استحواذ مجموعة الشحن العملاقة CMA-CGM، المملوكة للملياردير رودولف سعادة، على القناة في يوليو 2024.

وقد أثار تغيير الملكية تفعيل "شرط التنازل" (Clause de cession)، وهو بند تعاقدي يتيح للصحفيين إنهاء عقودهم والحصول على تعويض مالي عند بيع المؤسسة الإعلامية. وقد استغل العديد من الكوادر هذه الفرصة المالية للمضي قدماً في مسيرتهم المهنية.

نجوم يغادرون الشاشة

تضم قائمة المغادرين أسماء بارزة كانت وجوهاً مألوفة للمشاهدين لسنوات طويلة:

• نيكولا دوز (Nicolas Doze): المحلل الاقتصادي الشهير الذي أعلن مغادرته بعد 18 عاماً من الخدمة، ومن المتوقع أن ينضم إلى القناة المنافسة LCI.
• سيدريك فيش (Cédric Faiche): المراسل المخضرم الذي انضم إلى القناة في عام 2009، وأعلن رحيله مؤخراً عبر منصة X.
• آشلي شوفالييه (Ashley Chevalier): مقدمة برنامج "Dej info" التي قررت إنهاء مسيرتها في القناة بعد تسعة مواسم.

كما غادر القناة منذ الصيف الماضي شخصيات أخرى مثل فيليب جودان، وبنجامين دوبوا، وفيليب كوربيه. ويُتوقع المزيد من الاستقالات مع اقتراب نهاية الأسبوع، حيث يمثل شرط التنازل فرصة مغرية للعديد من الصحفيين.

إدارة القناة تحاول احتواء الأزمة

في محاولة لاحتواء هذا النزيف غير المسبوق، عقد المدير العام فابيان نامياس اجتماعاً مع هيئة التحرير لطمأنة الموظفين. وتعمل الإدارة الجديدة، التي شهدت تغييرات كبيرة في هيكلها التنظيمي بعد الاستحواذ، على استقطاب وجوه جديدة لملء الفراغ.

وعلى الرغم من محاولات استقطاب أسماء تلفزيونية معروفة، لم تحقق القناة نجاحاً كبيراً حتى الآن. وقد تم تأكيد انضمام ماتيو كولومبل، مقدم برنامج الصباح في قناة Franceinfo، كإضافة وحيدة مؤكدة حتى الآن. في المقابل، تمكنت الإدارة من الاحتفاظ ببعض الأسماء الرئيسية مثل بروس توسان وبعض المحاورين السياسيين، لكن الغموض لا يزال يحيط بمصير آخرين مثل بنجامين دوهاميل.