
في كلمات قليلة
هاجم الإعلامي الفرنسي باسكال برو رئيسة France Télévisions، دلفين إرنوت، متهماً إياها بـ "أسقاط التلفزيون العام في فخّ الصوابية السياسية" بعد تعرض لويس ساركوزي للسخرية في برنامج "Quelle époque!". واعتبر برو أن هذا الحادث، إلى جانب مقابلات أخرى، يثبت الانحياز الأيديولوجي الواضح في المؤسسة العامة.
وجّه الإعلامي الفرنسي البارز، باسكال برو، انتقادات لاذعة لإدارة مؤسسة الإذاعة والتلفزيون العامة الفرنسية (France Télévisions)، متهماً رئيستها التنفيذية، دلفين إرنوت، بتحويل القنوات إلى منصات تتبنى "الصحوة" (Wokism) وتفرض الصوابية السياسية.
جاء هجوم برو في أعقاب حلقة مثيرة للجدل من برنامج "Quelle époque!" على قناة France 2، حيث كان لويس ساركوزي، نجل الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، ضيفاً للترويج لكتابه الجديد. خلال الحلقة، أطلق الكوميدي بول دي سان سيرنان نكاتاً لاذعة تجاه ساركوزي الابن، في إشارة إلى قضية التمويل الليبي الشهيرة المتورط فيها والده (قضية ساركوزي-القذافي). وأثارت هذه الملاحظات ردود فعل واسعة، ويبدو أنها لم تلقَ استحسان الضيف.
وفي عموده الافتتاحي ببرنامج "L’heure des Pros"، أعرب باسكال برو عن غضبه الشديد من هذا المقطع، مستخدماً إياه كدليل على الانحياز الأيديولوجي داخل الإعلام العام. وقال برو بلهجة ساخرة: "باسم حرية التعبير، كان يحق لبول دي سان سيرنان استجواب لويس ساركوزي بشأن والده. وباسم حرية التعبير، كان يحق لهم السخرية من وفاة البابا فرنسيس في نفس البرنامج".
كما أشار برو إلى مقابلة أخرى جرت على قنوات France Info وFrance Inter وبالشراكة مع صحيفة Le Monde، واصفاً إياها بـ "الثالوث المقدس للصحافة اليسارية في فرنسا". وذكر أن الصحفية كارين بيكار سألت سارة كنافو (المقربة من إريك زمور) بشكل مباشر: "هل برونو ريتاليو معادٍ للإسلام؟ بل سأذهب أبعد من ذلك، هل هو عنصري؟".
وخاطب برو رئيسة المؤسسة: "مرحباً، دلفين إرنوت، الرئيسة التنفيذية لتلفزيون فرنسا؟ باسم حرية التعبير، يحق لتلفزيون فرنسا أن يميل إلى اليسار". لكنه أضاف أن إرنوت "أخضعت قنواتها للصوابية السياسية"، وأنها "إيفا بيرون لمعسكر الخير"، في إشارة إلى تسييسها للمؤسسة.
ويعتقد باسكال برو أن إعادة تعيين دلفين إرنوت في منصبها في 22 مايو المقبل أمر محسوم سلفاً، على الرغم من هذا الانحياز الواضح. وأشاد برو بهدوء لويس ساركوزي الذي "حافظ على رباطة جأشه وأظهر الكثير من الرقي في مواجهة هجوم غير لائق"، كما أثنى على سارة كنافو التي "تفوقت فكرياً على الصحفيين الثلاثة الذين لم تكن شغفهم الكئيب يضاهي سوى التزامهم الأيديولوجي في طرح الأسئلة".