
في كلمات قليلة
وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي ردت على أسئلة حول مدفوعات غير مصرح بها من GDF Suez بالهجوم على الصحفي باتريك كوهين، متهمة إياه بالتحرش. القنوات والإذاعات العامة الفرنسية أصدرت بيانات تدين الهجوم وتدافع عن حرية الصحافة.
أعلنت مؤسستا البث العام الفرنسيتان، "فرنسا تيليفيزيون" (France Télévisions) و"إذاعة فرنسا" (Radio France)، عن دعمهما الكامل للصحفي باتريك كوهين بعد مشادة كلامية حادة وغير مسبوقة مع وزيرة الثقافة رشيدة داتي خلال برنامج "C à vous" على قناة France 5.
بدأت الأزمة عندما وجه كوهين سؤالاً للوزيرة داتي حول تقارير تشير إلى تورطها في قضايا مالية، وتحديداً حول مزاعم بأنها تلقت 299 ألف يورو كأتعاب غير مصرح بها من شركة GDF Suez عندما كانت عضواً في البرلمان الأوروبي، وفقاً لتحقيق نشرته صحيفة "ميديابارت" (Mediapart).
ردت الوزيرة داتي، التي بدت مستاءة للغاية من السؤال، بهجوم مضاد مباشر وشخصي على الصحفي. قالت داتي: "سيد كوهين، هناك تحقيق نشرته ميديابارت يتهمك بالتحرش وسوء الإدارة السامة". وعلى الرغم من نفي كوهين، أصرت الوزيرة على مواصلة هجومها: "هل هذا صحيح يا سيد كوهين؟ هل تتحرش بمتعاونيك؟ هل أنت شخص مزعج مع من تعمل معهم؟ هذا ما أكده تحقيق ميديابارت. أنت متهم بالتحرش يا سيد كوهين، هل هذا صحيح؟ هل يمكنك الإجابة؟"
لم تكتفِ داتي بذلك، بل ذهبت إلى حد التهديد باتخاذ إجراءات قانونية، مشيرة إلى أن "التحرش جريمة يا سيد كوهين"، وأنها يمكن أن ترفع دعوى قضائية بناءً على مقال "ميديابارت". اضطرت مقدمة البرنامج، آن-إليزابيث ليموين، للتدخل لتوضيح أن ما أشارت إليه الوزيرة هو مقال صحفي وليس تحقيقاً قضائياً مفتوحاً.
بعد ساعات قليلة من هذه المشادة، أصدرت "فرنسا تيليفيزيون" بياناً رسمياً عبر منصة X (تويتر سابقاً)، أكدت فيه دعمها الكامل لفريق برنامج "C à vous" وجميع الصحفيين، مشددة على أن "التشهير الشخصي ضد الصحفيين غير مقبول" ولن يمنعهم من ممارسة مهنتهم بحرية تامة.
كما أصدرت "إذاعة فرنسا" بياناً مماثلاً، جاء فيه: "إن إجراء مقابلات تتضمن أسئلة صعبة ومواجهة هو جزء أساسي من عمل الصحفي في أي ديمقراطية، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يبرر الهجمات الشخصية".