العدالة تنتظر 38 عاماً.. محكمة فرنسية ترفض نقل قضية مقتل 'شهيدة طريق A10' وتثير قلقاً بشأن التأخير

العدالة تنتظر 38 عاماً.. محكمة فرنسية ترفض نقل قضية مقتل 'شهيدة طريق A10' وتثير قلقاً بشأن التأخير

في كلمات قليلة

قضت محكمة النقض الفرنسية برفض طلب نقل محاكمة والدي طفلة عُثر على جثتها قبل 38 عاماً قرب طريق A10، لتبقى القضية في المحكمة المحلية رغم مخاوف من تأخر المحاكمة لسنوات بسبب نقص الموارد القضائية.


لن يتم نقل المحاكمة المتعلقة بمقتل طفلة عُثر على جثتها قبل ما يقرب من 38 عاماً بالقرب من طريق السيارات السريع A10 في فرنسا. رفضت محكمة النقض الفرنسية طلباً قدمه المدعي العام في أورليانز لنقل القضية، مبرراً طلبه بنقص الموارد البشرية والمالية في المحكمة المحلية.

تم اكتشاف جثة الطفلة، التي لُقبت بـ «شهيدة طريق A10»، في 11 أغسطس 1987 على جانب الطريق السريع A10 في إقليم لوار وشر. لسنوات طويلة، ظلت هويتها مجهولة، واعتُبرت القضية «الطفلة المجهولة X». ولم يتم التعرف عليها إلا في عام 2018 بفضل تحاليل الحمض النووي (DNA)، حيث تبين أنها إيناس تولو. في نفس العام، تم اعتقال والديها - حليمة إ. (71 عاماً) وأحمد ت. (73 عاماً) - ووجهت إليهما تهمة «أعمال تعذيب وبربرية أدت إلى الوفاة دون نية التسبب بها». حالياً، المتهمان طليقان تحت المراقبة القضائية، ولم يتم تحديد موعد للمحاكمة حتى الآن.

في نهاية شهر يناير الماضي، أرسل المدعي العام في أورليانز رسالة إلى محكمة النقض، مشيراً إلى «استحالة» محكمة الجنايات في لوار وشر، المختصة إقليمياً، من النظر في هذه القضية قبل عدة أشهر، وربما ليس قبل نهاية عام 2026 أو بداية عام 2027. وعزا هذا الوضع إلى «نقص حاد في الموارد البشرية». وأوضح المدعي العام أن عمر المتهمين، وقِدم الوقائع، والتغطية الإعلامية للقضية تجعله يعتقد أن من الملح تحديد موعد لهذه القضية، نظراً للوقت المعقول للحكم، لكن لسوء الحظ، محكمة الاستئناف في أورليانز لن تكون قادرة على التعامل معها.

لكن في قرار صدر في 29 أبريل، اعتبرت الغرفة الجنائية في محكمة النقض «أنه لا يوجد ما يدعو للاستجابة للطلب» المقدم من المدعي العام لدى محكمة الاستئناف في أورليانز. وأفاد القرار بأن الأسباب المقدمة «ليست كافية لمنع» إجراء المحاكمة «في غضون فترة زمنية معقولة، خاصة وأن المتهمين ليسوا قيد الحبس الاحتياطي».

وعلق محامي والد الضحية، في تصريحات، قائلاً إن الطلب المقدم كان «سخيفاً تماماً»، لكنه اعترف بأن «الموارد التي تحدث عنها المدعي العام كانت، على الأقل، مثيرة للسخرية. أخشى للأسف أن المحكمة المختصة ستنظم المحاكمة متى شاءت وفي غضون فترة زمنية طويلة جداً». لذلك، من المتوقع أن تجرى المحاكمة، مهما كلف الأمر، أمام محكمة الجنايات في لوار وشر. يبقى السؤال متى وتحت أي ظروف، نظراً لكبر سن المتهمين وحالتهما الصحية، وهو ما يثير قلقاً شديداً.

أعربت محامية جمعية حماية الطفولة عن قلقها الشديد، واصفة الوضع بأنه «فضيحة نراها قادمة». وقالت إنه من «الفضيحة أن هؤلاء الأفراد لم يحاكموا بعد». وأضافت: «لقد أنشأنا منظمة للقضايا غير المحلولة، وعندما نحل قضية، نصطدم بنظام عدالة مكتظ تماماً». منتقدة وزارة العدل لعدم توفير الموارد، أشارت إلى أنه من «المروع أن الوزارة لا تتفاعل، في حين أنه في قضايا أخرى يتم توفير الموارد لتحديد مواعيد المحاكمات بشكل أسرع... نحن نصطدم بعدالة تظهر لامبالاة جليدية».

من جانبها، ذكرت وزارة العدل أن «قوام موظفي محكمة الاستئناف مكتمل، ولم يتم تقديم أي طلب لتعزيزات تتعلق بتنظيم هذه المحاكمة إلى الوزارة»، وأضافت أن «المستشارية تتابع الوضع عن كثب وستقدم للمحكمة كل الدعم اللازم لتنظيم هذه المحاكمة».

لثلاثين عاماً، أفلت والدا الطفلة إيناس من العدالة. ظلت «الطفلة المجهولة X» حتى تم التعرف عليهما بفضل الحمض النووي في عام 2018. بعد اعتقالهما، اتهم والد الطفلة شريكته السابقة بأنها المسؤولة عن الانتهاكات المتعددة التي تعرضت لها الطفلة الصغيرة. لجأت الأم في البداية إلى الإنكار، قبل أن تعترف ببعض أعمال العنف، دون أن تقر بجميع الاتهامات.

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

يوري - صحفي متخصص في قضايا الأمن والدفاع في فرنسا. تتميز مواده بالتحليل العميق للوضع العسكري والسياسي والقرارات الاستراتيجية.