ما يحدث لطفلك حقًا عندما تكون عيناك على هاتفك: خطر "التدخل التكنولوجي"

ما يحدث لطفلك حقًا عندما تكون عيناك على هاتفك: خطر "التدخل التكنولوجي"

في كلمات قليلة

يوضح المتخصصون كيف أن إدمان الآباء على الأجهزة الرقمية، أو ما يُعرف بـ "التدخل التكنولوجي"، يعيق التواصل الأسري ويضر بالتطور المعرفي والاجتماعي العاطفي للأطفال.


لم يعد تأثير الإفراط في تعرض الأطفال للشاشات بحاجة إلى إثبات، حيث توصي الإرشادات الرسمية بوضوح بتجنب الشاشات قبل سن الثالثة، وتقليل استخدامها قدر الإمكان حتى سن السادسة، وبعد ذلك يجب أن يكون الاستخدام عرضيًا ومصحوبًا بمحتوى ذي قيمة تعليمية عالية وتحت إشراف الكبار دائمًا.

لكن ماذا يحدث عندما يكون الشخص الذي يحدق في شاشته هو الوالد؟ عندما يلجأ الأب أو الأم إلى الهاتف في صف الانتظار، أو أمام عربة الطفل، أو عندما يقاطع لعبة مع طفله بسبب إشعار، أو يكتب رسالة نصية بسرعة جنونية أثناء محادثة مع الطفل؟

ما هو "التدخل التكنولوجي"؟

كل هذه اللحظات التي تتسلل فيها الأجهزة التكنولوجية لتعيق أو تقطع التواصل تُعرف باسم "التدخل التكنولوجي" (Technoference). ويشير الخبراء إلى أن هذه الظاهرة، التي تتمثل في تشتيت انتباه الوالدين المستمر بسبب الأجهزة الرقمية، يمكن أن تضر بشكل كبير بالتطور المعرفي والاجتماعي العاطفي للطفل.

يشرح المتخصصون في علم نفس النمو أن التفاعل المباشر وغير المنقطع هو حجر الزاوية في بناء المهارات الأساسية للطفل. عندما ينشغل الوالد بهاتفه، فإنه يرسل رسالة غير مباشرة مفادها أن الجهاز أكثر أهمية من الطفل نفسه، مما يؤدي إلى:

  • تأخير في التطور اللغوي: يقلل من فرص المحادثات التلقائية والتعلم من خلال التقليد.
  • مشاكل في الانتباه: يعاني الأطفال الذين يتعرضون باستمرار للتشتيت من صعوبة في التركيز على المهام.
  • اضطراب في التنظيم العاطفي: يفشل الطفل في تعلم كيفية إدارة مشاعره عندما لا يستجيب الوالد لإشاراته العاطفية بشكل فوري ومناسب.

إن الانقطاعات المتكررة التي تسببها الإشعارات أو الرسائل النصية تمنع ما يسميه علماء النفس "اللحظات المشتركة" التي تعتبر ضرورية لنمو الدماغ الصحي. لذلك، يوصي الخبراء بوضع حدود واضحة لاستخدام الأجهزة الرقمية أثناء التفاعل مع الأطفال، وتخصيص "أوقات خالية من الشاشات" لضمان جودة التواصل الأسري.

نبذة عن المؤلف

فيكتور - محلل سياسي ذو خبرة طويلة في وسائل الإعلام الأمريكية. تساعد مقالاته التحليلية القراء على فهم تعقيدات النظام السياسي الأمريكي.