مرض الزهايمر: لماذا النساء أكثر عرضة للخطر، ولكن ربما أكثر مقاومة؟

مرض الزهايمر: لماذا النساء أكثر عرضة للخطر، ولكن ربما أكثر مقاومة؟

في كلمات قليلة

كشفت دراسة كندية جديدة عن سبب محتمل لزيادة انتشار مرض الزهايمر بين النساء. تشير النتائج إلى تراكم أسرع لبروتين تاو في أدمغة النساء، مما قد يزيد من خطر الإصابة. ومع ذلك، هناك بيانات تشير إلى أن النساء قد يكنّ أكثر مقاومة لتقدم الأعراض.


الإحصائيات لا ترحم: في العديد من البلدان، تشكل النساء غالبية مرضى الزهايمر، حيث قد تصل نسبتهن إلى 60% أو أكثر من إجمالي المصابين. من المعروف أن النساء أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض التنكسي العصبي بحوالي الضعف مقارنة بالرجال، حيث يبلغ خطر الإصابة لديهن حوالي 20% مقابل 10% للرجال.

لماذا يحدث هذا؟ كان التفسير الرئيسي سابقاً يرتكز على متوسط العمر المتوقع الأطول لدى النساء (أطول بـ 5-7 سنوات في المتوسط)، نظراً لأن العمر هو العامل الرئيسي للإصابة بالزهايمر. لكن الدراسات الحديثة تشير إلى أسباب أخرى محتملة، مثل العوامل الهرمونية (كدور هرمون الإستروجين) والاختلافات في بنية الدماغ والاتصالات العصبية.

دراسة كندية جديدة، نشرت في مجلة "Neurology" العلمية المرموقة التابعة للأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب، تلقي ضوءاً جديداً على هذا التفاوت بين الجنسين. تابع الباحثون مجموعة تضم 243 كندياً بمتوسط عمر 68 عاماً في بداية الدراسة. جميع المشاركين كان لديهم ترسبات أميلويد - إحدى علامات الزهايمر - ولكن لم يكن لديهم مشاكل واضحة في الذاكرة أو القدرات المعرفية.

على مدار حوالي عشر سنوات، استخدم العلماء تقنيات تصوير متقدمة، بما في ذلك مسح "PET"، لتتبع تغيرات وترسبات بروتين رئيسي آخر مرتبط بالزهايمر، وهو بروتين تاو، في أدمغة المشاركين. أظهرت النتائج أن تراكم بروتين تاو كان أسرع لدى النساء مقارنة بالرجال. قد يفسر هذا الاكتشاف جزئياً سبب شيوع المرض أكثر بين النساء.

ومع ذلك، على الرغم من زيادة خطر الإصابة بالمرض، تشير بعض البيانات إلى أن النساء قد يمتلكن مقاومة أكبر لتقدم أعراض المرض بعد ظهوره. لا تزال هناك حاجة لمزيد من الأبحاث لفهم كامل جميع جوانب العلاقة المعقدة بين الجنس ومرض الزهايمر، مما سيمكن من تطوير استراتيجيات وقاية وعلاج أكثر فعالية.

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

سيرجي - محلل اقتصادي، يحلل الأسواق المالية في فرنسا والاتجاهات الاقتصادية العالمية. تساعد مقالاته القراء على فهم العمليات الاقتصادية المعقدة.