تضخم البروستاتا الحميد: متى يجب القلق؟ دليل شامل لأعراض وعلامات صحة الرجل فوق الخمسين

تضخم البروستاتا الحميد: متى يجب القلق؟ دليل شامل لأعراض وعلامات صحة الرجل فوق الخمسين

في كلمات قليلة

تضخم البروستاتا الحميد هو حالة شائعة تصيب الرجال بعد الخمسين، وتؤدي إلى أعراض بولية مزعجة. يستعرض المقال أسباب التضخم، أهمية التشخيص المبكر لسرطان البروستاتا، والفحوصات الأساسية لتقييم الحالة، مع التنويه إلى أن التبول المتكرر ليلاً قد يكون له أسباب أخرى غير البروستاتا.


يُعد تضخم البروستاتا الحميد (BPH) من أكثر المشكلات الصحية شيوعاً التي تواجه الرجال، خاصة بعد تجاوز سن الخمسين. تشير الإحصائيات إلى أن ملايين الرجال حول العالم يتأثرون بهذه الحالة. حتى الشخصيات العامة لا تستثنى؛ ففي يناير الماضي، خضع الملك تشارلز الثالث لعملية جراحية تصحيحية لعلاج تضخم حميد في البروستاتا، مما سلط الضوء على أهمية هذه المشكلة.

ما هو تضخم البروستاتا ومتى يقلق؟

السبب الرئيسي لتضخم البروستاتا هو النمو الطبيعي للغدة مع التقدم في العمر، مما يؤدي إلى الضغط على مجرى البول (الإحليل). تظهر الإحصائيات أن 50% من الرجال في الخمسينيات من عمرهم يعانون من تضخم في البروستاتا، وترتفع النسبة لتصل إلى 70% لمن هم في السبعينيات. على الرغم من أن التضخم الحميد لا يُعد خطيراً في العادة، إلا أنه قد يسبب إزعاجاً كبيراً ويتطلب تدخلاً طبياً أو جراحياً.

سرطان البروستاتا: الحاجة إلى التمييز الدقيق

الأكثر إثارة للقلق، ولكنه أقل شيوعاً، هو سرطان البروستاتا، الذي يتم تشخيصه في الغالب لدى الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً. يتميز هذا النوع من السرطان عموماً بإنذار جيد، وقد انخفض معدل الوفيات المرتبط به منذ التسعينيات. تكمن الصعوبة الرئيسية حالياً في التمييز بين الأورام غير العدوانية التي لا تحتاج إلى علاج، وتلك التي تحمل خطر الانتشار (النقائل).

يمكن أن تكون أمراض البروستاتا على النحو التالي:

  • التهابية أو ناتجة عن عدوى (التهاب البروستاتا).
  • ورم حميد (تضخم البروستاتا الحميد).
  • ورم خبيث (السرطان).

وظيفة البروستاتا وأعراضها

البروستاتا هي غدة جنسية تقع تحت المثانة، وهي جزء أساسي من الجهاز التناسلي الذكري. تفرز سائلاً مغذياً للحيوانات المنوية يشكل حوالي ثلث حجم السائل المنوي. تحيط البروستاتا بمجرى البول، لذا فإن أي تضخم أو التهاب فيها يؤثر مباشرة على عملية التبول.

الأعراض البولية والجنسية المنذرة

تؤدي التغيرات في حجم البروستاتا إلى ظهور أعراض بولية مزعجة، تشمل:

  • ضعف تدفق البول وصعوبة في البدء بالتبول.
  • الشعور بعدم إفراغ المثانة بالكامل بعد التبول.
  • التبول المتكرر (البوال)، خاصة الاستيقاظ ليلاً للتبول (التبول الليلي).
  • الحاجة الملحة والمفاجئة للتبول (الإلحاح البولي).

كما يمكن أن تؤثر أمراض البروستاتا على الوظيفة الجنسية، حيث يعاني الرجال المصابون بها بشكل متكرر من اضطرابات مثل انخفاض الرغبة الجنسية، ومشاكل في القذف، وضعف الانتصاب. يجب أن يقود اكتشاف أي خلل جنسي إلى البحث عن مرض محتمل في البروستاتا والعكس صحيح.

الفحوصات الأساسية لتشخيص البروستاتا

لتشخيص وتقييم حالة البروستاتا، يعتمد الأطباء على عدة فحوصات رئيسية:

  • فحص الدم لمستضد البروستاتا النوعي (PSA): يقيس هذا الاختبار مستوى بروتين تنتجه البروستاتا. يشير ارتفاعه (أكثر من 4 نانوغرام/مل) إلى احتمال وجود مشكلة. يُنصح بعدم إجراء هذا الفحص مباشرة بعد الفحص الشرجي.
  • الفحص الشرجي الرقمي (DRE): يقوم الطبيب بإدخال إصبع مُغطى ومُزلق عبر فتحة الشرج لتقييم حجم البروستاتا واتساق أنسجتها.
  • الخزعة (Biopsy): يتم أخذ عينات صغيرة من أنسجة البروستاتا لتحليلها مجهرياً، وهي ضرورية لتأكيد تشخيص السرطان.
  • تحليل البول: يُطلب لاستبعاد أي عدوى بولية محتملة.

ملاحظة هامة حول التبول المتكرر: لا يرتبط التبول المتكرر ليلاً دائماً بتضخم البروستاتا. يوضح الأطباء أن الأسباب المحتملة الأخرى تشمل فرط نشاط المثانة، أو انقطاع النفس النومي، أو حتى مشكلة قلبية. إذا تجاوز حجم البول المفرغ ليلاً 700 مل، فمن المرجح أن تكون المشكلة ناتجة عن اضطراب جهازي آخر وليس فقط البروستاتا.

نبذة عن المؤلف

فيكتور - محلل سياسي ذو خبرة طويلة في وسائل الإعلام الأمريكية. تساعد مقالاته التحليلية القراء على فهم تعقيدات النظام السياسي الأمريكي.