
في كلمات قليلة
كشفت دراسة فرنسية عن فعالية تقنية الخزعة السائلة في الكشف عن عودة الخلايا السرطانية في الدم قبل ظهورها في فحوصات التصوير، مما يعد بتقدم كبير في متابعة مرضى السرطان وتكييف خطط العلاج.
تُعد تقنية الخزعة السائلة، التي تبحث عن آثار الأورام في مجرى الدم، دليلاً متزايداً على فعاليتها كأداة واعدة للكشف المبكر عن انتكاس السرطان. وتتميز هذه التقنية بأنها غير جراحية وتَعِدُ باكتشاف عودة المرض في مرحلة مبكرة جداً.
تعتمد الخزعة السائلة على البحث عن شظايا من الحمض النووي (DNA) المتحررة من الخلايا السرطانية والتي تدور في الدم. يمكن الكشف عن هذه الشظايا عبر سحب عينة دم بسيطة، حتى في الحالات التي تكون فيها فحوصات التصوير الشعاعي (مثل الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي) طبيعية.
وقد أصبحت هذه الوعود حقيقة ملموسة، خاصةً فيما يتعلق بسرطان الثدي، بعد عرض نتائج دراسة أجراها فريق من معهد كوري في باريس خلال مؤتمر الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري (ASCO) في شيكاغو. يُظهر هذا التقدم الواعد إمكانية تطبيق التقنية على أنواع أخرى من السرطان، مما سيُحدث تحولاً عميقاً في طريقة متابعة المرضى بعد الانتهاء من العلاج الأساسي.
في الوقت الحالي، يتم علاج الأورام الموضعية عادةً بالجراحة، وقد تُستكمل بالعلاج الإشعاعي أو الكيميائي. بعد ذلك، يخضع المرضى لمراقبة دورية باستخدام فحوصات التصوير للكشف عن أي انتكاس محتمل. لكن هذه الاستراتيجية تعتمد على ظهور الورم بصرياً، مما يعني أن الكشف يحدث في مرحلة متأخرة نسبياً.
توفر الخزعة السائلة طريقة أكثر حساسية واستباقية، مما يسمح للأطباء بتكييف العلاج أو استئنافه في وقت أبكر بكثير. ويجري حالياً في معهد غوستاف روسي (فيليجويف) دراسة سريرية باسم "أمبريلا" (Umbrella) تهدف إلى تأكيد إمكانية تطبيق هذه التقنية على مجموعة واسعة من الأورام الأخرى.