
في كلمات قليلة
يكشف الأطباء أن المعينات السمعية والنظارات ليست كافية بمفردها لعلاج تدهور السمع والبصر. تقويم النطق وتقويم البصر ضروريان لتدريب الدماغ على معالجة الإشارات الحسية المتبقية، مما يمنع العزلة الاجتماعية ويحسن جودة الحياة للمرضى.
عندما تبدأ حاسة السمع في التدهور مع التقدم في السن أو تضعف الرؤية، غالباً ما تكون الخطوة الأولى هي اللجوء إلى المعينات السمعية أو النظارات. لكن الأطباء يؤكدون أن هذه الأدوات وحدها قد لا تكون كافية، مما يجعل إعادة التأهيل عبر تقويم النطق (Orthophonie) وتقويم البصر (Orthoptie) أمراً ضرورياً.
تُعد هذه العلاجات التأهيلية مكملة وليست بديلاً. يشير الدكتور آلان لونديرو، أخصائي الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى جورج بومبيدو الأوروبي، إلى أن "الجهاز السمعي لن يحل أبداً محل أذنك. إنه ليس طرفاً اصطناعياً، بل مجرد مساعدة. عندما تفقد السمع، تكون خلاياك الحسية قد اختفت. هذا يشبه إلى حد ما تقديم نظارات بسيطة لشخص يعاني من حالة خطيرة في العين مثل التنكس البقعي (DMLA)."
تقويم النطق كعلاج مكمل للمعينات السمعية
تُستخدم جلسات تقويم النطق ليس فقط للأطفال الذين يعانون من الصمم الخلقي أو مشاكل السمع المؤقتة الناتجة عن التهابات الأذن المتكررة (التهاب الأذن الوسطى)، بل هي حاسمة أيضاً للبالغين الذين يستخدمون المعينات السمعية. فبالرغم من جودة ضبط الجهاز، لا يمكن استعادة السمع الدقيق بالكامل.
كثيراً ما يلاحظ الأطباء أن الأشخاص الذين يرتدون المعينات السمعية قد ينعزلون اجتماعياً، ويتجنبون الذهاب إلى المطاعم المزدحمة أو حتى الرد على الهاتف. يحدث هذا لأن المعينة السمعية تساعد على تضخيم الصوت، لكنها لا تعلم الدماغ كيفية معالجة الأصوات المعقدة أو التمييز بين الكلام والضوضاء الخلفية.
هنا يأتي دور تقويم النطق، حيث يعمل على تدريب الدماغ على فك شفرة المعلومات الصوتية الجديدة التي يستقبلها عبر الجهاز السمعي، مما يمكن المريض من استعادة الثقة والمشاركة في الحياة الاجتماعية بشكل كامل.
تقويم البصر: تدريب العين والدماغ
أما تقويم البصر، فيستهدف حالات ضعف الرؤية التي لا يمكن تصحيحها بالنظارات وحدها، مثل مشاكل التنسيق بين العينين، الحول، أو الإجهاد البصري المزمن. يعمل أخصائي تقويم البصر على تقوية عضلات العين وتدريب الدماغ على استخدام المعلومات البصرية بشكل أكثر فعالية، مما يحسن من جودة الرؤية والتركيز.
لذلك، سواء كان الأمر يتعلق بالسمع أو البصر، فإن العلاج التأهيلي المتخصص يمثل حجر الزاوية في استعادة الوظيفة الحسية وتحسين نوعية حياة المرضى، متجاوزاً حدود الأجهزة المساعدة التقليدية.