شهدت قناة CNews الفرنسية نقاشاً حاداً ومحتدماً حول ظروف العمل والضمان الاجتماعي خلال برنامج «L’Heure des pros» (ساعة المحترفين). ودارت المواجهة بين المحامية سارة سالدمان والمذيع الشهير باسكال برود، حيث ارتفع صوت المحامية وهي تتحدى المذيع بشأن واقع الطبقة العاملة.

بدأت الأزمة عندما كان فريق البرنامج يناقش الشعار الانتخابي لحزب «الجمهوريون» بزعامة برونو ريتايو: «فرنسا الشرفاء». رأت سالدمان أن الشعار يلقى إجماعاً لأن الناس سئموا من عدم قدرتهم على كسب عيش لائق من عملهم، مشيرة إلى أن الطبقة الوسطى تعيش دائماً في منطقة رمادية: أغنى من أن تحصل على المساعدة، وأفقر من أن تعيش بكرامة.

واستندت المحامية في دفاعها إلى تجربتها الشخصية بعد مشاركتها في فيلم وثائقي عام 2024 للمخرج فرانسوا روفان، حيث جربت العمل في ما يسمى بالمهن «الصعبة». هذه التجربة غيرت نظرتها تماماً.

الناس لا يسعدون بالعيش على الإعانات، بل يريدون العيش من عملهم.

سارة سالدمان

وقالت سالدمان لبرود: «كنت أفكر مثلك قبل الفيلم، والآن أدركت أن الناس لا يسعدون بالعيش على الإعانات، بل يريدون العيش من عملهم». رد برود بالرفض القاطع: «هذا ليس صحيحاً»، ثم طرح ما يراه حلاً: «لا بطالة لمن هم دون الثلاثين!».

هذا الاقتراح أشعل فتيل الغضب لدى سارة سالدمان، التي ردت بحماس: «هذا لا يعني شيئاً! عليك أن تفعل ذلك! الذهاب للعمل في المصنع قبل سن الثلاثين أمر شاق، وهناك أناس يعانون من ظروف عملهم». وفي تحدٍ مباشر، دعت المذيع إلى النزول إلى الميدان وتجربة الواقع: «اذهبوا للعمل في مصنع الأسماك، واستيقظوا في الرابعة صباحاً وسترون!».

أثارت هذه اللقطات تفاعلاً واسعاً، وقام النائب فرانسوا روفان بإعادة نشر المقطع على حسابه، مقترحاً جزءاً ثانياً من فيلمه الوثائقي «إلى العمل!»، يكون باسكال برود هو بطل هذه المرة. يبقى السؤال مفتوحاً: هل سيقبل مذيع CNews دعوة روفان وتحدي سالدمان؟