في كلمات قليلة
نجحت حكومة رئيس الوزراء الفرنسي سيباستيان ليكورنو في البقاء بعد فشل اقتراح سحب الثقة بفارق 18 صوتاً، وذلك بفضل قرار الحزب الاشتراكي عدم التصويت، الأمر الذي أحدث شرخاً عميقاً في صفوف تحالف اليسار.
نجا رئيس الوزراء الفرنسي سيباستيان ليكورنو، الذي يوصف بأنه "الجندي الراهب" لإيمانويل ماكرون، من اقتراح سحب الثقة الذي قدم ضده وضد ميزانيته في الجمعية الوطنية، وذلك بفارق 18 صوتاً فقط. كان هذا الفشل في تمرير الاقتراح نتيجة مباشرة لقرار الغالبية العظمى من نواب الحزب الاشتراكي (PS) عدم التصويت لصالحه.
في المقابل، حصل الحزب الاشتراكي على تعليق لإصلاح نظام التقاعد حتى الانتخابات الرئاسية المقررة في عام 2027، ويسعى الآن لتغيير الميزانية التي ستتم مناقشتها في الأسابيع المقبلة. هذا الموقف أدى إلى انشقاق حقيقي وواضح بين الاشتراكيين وبقية قوى اليسار، وهو ما يهدد بانهيار "الجبهة الشعبية الجديدة"، التحالف الذي تشكل خلال الانتخابات التشريعية لعام 2024.
ماذا يعني هذا الانقسام بالنسبة للمستقبل السياسي لفرنسا؟
تطرح هذه التطورات تساؤلات حاسمة حول مستقبل المشهد السياسي الفرنسي:
- ما هي ملامح الميزانية الجديدة التي يسعى الاشتراكيون لتعديلها؟
- ما هي التنازلات الأخرى التي يمكن أن ينتزعها الحزب الاشتراكي من الحكومة؟
- هل يمثل هذا الموقف النهاية الفعلية لتحالف "الجبهة الشعبية الجديدة"؟
- في حال حل الجمعية الوطنية، وهل ستتجه قوى اليسار إلى خوض الانتخابات الرئاسية القادمة بشكل متفرق ومنقسم في مواجهة اليمين المتطرف؟
يؤكد المحللون أن هذا التصدع يضع اليسار الفرنسي في موقف ضعيف للغاية قبل الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، خاصة في ظل صعود قوى اليمين المتطرف.