«أنوثة واثقة ولكن غير متحررة»: فستان الغمد يتحول إلى زي رسمي لنساء عائلة ترامب وحركة «ماغا»

«أنوثة واثقة ولكن غير متحررة»: فستان الغمد يتحول إلى زي رسمي لنساء عائلة ترامب وحركة «ماغا»

في كلمات قليلة

تحليل اجتماعي لأسباب تبني نساء التيار المحافظ وحركة MAGA، مثل لارا ترامب، لفستان الغمد الضيق كرمز للأناقة المقيدة والالتزام بالصورة النمطية للمرأة الأمريكية العاملة.


لم تعد قبعة «اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى» (MAGA) الحمراء هي العلامة الوحيدة التي تكشف عن القناعات السياسية للمرأة الأمريكية. فمنذ عودة دونالد ترامب إلى المشهد، فرض فستان الغمد (Robe Fourreau) نفسه كقطعة الملابس المفضلة لدى النساء المحافظات، وتحديداً نساء حركة «ماغا».

في حين تعتمد لارا ترامب هذا الفستان بألوان كهربائية مثل الأزرق القوي أو القرمزي، تختار المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، تصاميم ذات خصر محدد للغاية تذكرنا بنماذج الخمسينيات الكلاسيكية.

سحر «هوليوود القديمة» والقيود

يحلل عالم اجتماع الإعلام، جميل دخلية، قائلاً إن «فستان الغمد، بقصته الملاصقة للجسم، يجسد شكلاً من الإغراء على طريقة هوليوود القديمة». ويضيف: «تتحمل النساء الجمهوريات اللاتي يظهرن في وسائل الإعلام مسؤولية كبيرة من حيث الصورة، ولذلك يحرصن بشدة على مظهرهن. هذا الفستان، الذي لا يسمح بحرية كبيرة في الحركة، يمنحهن أنوثة واثقة ولكنه غير متحررة، كنوع من الدروع».

من إيفانكا وتيفاني ترامب، مروراً ببيتينا أندرسون (صديقة دونالد ترامب الابن الحالية)، وصولاً إلى المؤيدات الأخريات للرئيس، بات فستان الغمد هو الزي السائد. يتم تنسيقه دائماً مع رموز نمطية للغاية تؤكد على الأنوثة التقليدية: مكياج ثقيل، أظافر مثالية، شفاه ممتلئة، شعر أشقر مبيض، وأحذية بكعب عالٍ.

المرأة العاملة والصورة النمطية

يتابع دخلية: «هناك هذا التصور للمرأة الأمريكية العاملة. نشعر به من خلال هذا المظهر المبالغ في التأنق، سواء كان الشعر أشقر أو أسود فاحم. هذا المظهر الكاريكاتوري للفتاة العاملة الأمريكية يبرز بشكل أكبر في تيار ترامب الذي يريد أن يكون محترفاً وأنثوياً للغاية في الوقت نفسه، دون أي غموض أو مجازفة».

وتصف فانيسا فريدمان، ناقدة الموضة في صحيفة نيويورك تايمز، مظهر «امرأة ماغا» بأنه «مزيج بين مذيعة في قناة فوكس نيوز وملكة جمال الكون». باختصار، هي امرأة دائماً أنيقة، مهندمة، لا تشوبها شائبة، ولا تبتعد أبداً عن رجل يرتدي بدلة وربطة عنق.

يتم اختزال نساء «ماغا» الجمهوريات باستمرار في مظهرهن الجسدي، أكثر بكثير من الرجال الجمهوريين الذين يتحملون أيضاً مسؤولية الصورة.

جميل دخلية، عالم اجتماع الإعلام

لذلك، يبدو فستان الغمد هو الثوب الذي يغطي ويطمئن، ويتماشى مع سياسة شديدة التمييز بين الجنسين يجسدها الرجال ببدلاتهم وربطات عنقهم. ومع ذلك، بينما يُسمح للرجال ببعض التجاوزات، فإن أي خطأ بسيط في مظهر المرأة سرعان ما يتحول إلى فضيحة.

على سبيل المثال، تعرضت إحدى المستشارات للانتقاد في أبريل الماضي، خلال حرب تجارية بين الولايات المتحدة والصين، لارتدائها فستاناً «صُنع في الصين». وقد سارعت بتصحيح خطئها بظهورها التالي في زي تقليدي للغاية: فستان غمد ضيق من الدانتيل الأزرق الفاتح، أحذية باليه محتشمة، وقلادة على شكل صليب.

ويستنتج دخلية: «هذا المثال يظهر الوطنية التي يتم التعبير عنها من خلال الملابس، ولكنه يثبت أيضاً الضغط الواقع على عاتق هؤلاء النساء اللاتي يُطلب منهن أن يكن مثاليات في جميع الظروف. فستان الغمد هنا ليس زي القوة، بل هو زي يتوافق مع العديد من المعايير التي يلتزمن بها بدقة».

نبذة عن المؤلف

كريستينا - صحفية تكتب عن التنوع الثقافي في فرنسا. تكشف مقالاتها عن الخصائص الفريدة للمجتمع الفرنسي وتقاليده.