سادت أجواء مشحونة للغاية استوديو قناة France 5 الفرنسية يوم الأربعاء خلال استضافة وزيرة الثقافة رشيدة داتي في برنامج "C à vous". النقاش الذي كان من المقرر أن يركز على قضايا الإعلام العام وانتخابات بلدية باريس، سرعان ما تحول إلى مواجهة شخصية حادة بين الوزيرة والمحلل السياسي باتريك كوهين.

تصاعد التوتر بوضوح بعد انتهاء فقرة كوهين الافتتاحية حول إصلاح الإعلام العام. لكن الجدل اشتعل بشكل كامل عندما تناول الصحفي موضوع تقرير سابق كشف وثائق من "مكتب محاماة تشير إلى 300 ألف يورو من الأتعاب غير المعلنة من شركة GDF Suez بين عامي 2010 و 2011" لصالح داتي. أمام إصرار كوهين على معرفة حقيقة هذه المزاعم، اختارت وزيرة الثقافة، التي بدت مستاءة، تغيير الموضوع بشكل جذري واللجوء إلى الهجوم المضاد.

وجهت داتي اتهاماً مباشراً لكوهين قائلة: «سيد كوهين، هناك تحقيق لموقع ميديابارت اتهمك بالتحرش وسوء الإدارة السامة». وبينما سارع كوهين إلى نفي الاتهامات جملة وتفصيلاً، أصرت الوزيرة على المتابعة: «هل هذا صحيح، سيد كوهين؟ هل أنت متحرش بمتعاونيك؟ هل أنت شخص غير لطيف مع الأشخاص الذين تعمل معهم؟ أنت متهم بالتحرش، سيد كوهين، هل هذا صحيح؟ هل يمكنك الإجابة؟»

أمام شراسة الوزيرة، أطلق باتريك كوهين ضحكة محرجة وطلب من داتي عدم تحويل مسار السؤال. لكنها ردت بحدة: «أنا لا أحول السؤال، أنا أعيده إليك. هناك تحقيق يتعلق بك، فهل هو صحيح؟» وأشار كوهين إلى أنه «لا يوجد تحقيق قضائي ضدي». لكن داتي لم تتراجع، مؤكدة: «التحرش جريمة، سيد كوهين. لقد كان هناك تحقيق من ميديابارت، وهذه جريمة!»

تدخلت مقدمة البرنامج، آن-إليزابيث ليموين، للدفاع عن زميلها، مذكرة الوزيرة بأن «لم يتم فتح أي تحقيق. إنها مجرد مقالة». لكن داتي استغلت الفرصة لتوجيه الاتهام إلى البرنامج نفسه، مشيرة إلى شائعات حول "C à vous": «وبنفس الطريقة، قيل عن "C à vous" أن الأجواء مروعة، وأنكم تبكون طوال اليوم. هل هذا صحيح؟ هذا يثير اهتمامي!»

في ختام المواجهة، هددت رشيدة داتي باتريك كوهين صراحةً بإمكانية اتخاذ إجراءات قانونية ضده. وقالت: «لقد تم استجوابي وفحصي والتحقق مني، وليس مرة واحدة. على عكسك، قدمت إجابات. لكنني لم أحصل على إجابة منك، سيد كوهين، بشأن التحرش. سأشعر بأسف كبير على متعاونيك الذين تعرضوا للمضايقة. لقد جعلت مكافحة التحرش سياسة جنائية. يمكنك أنت أيضاً أن تقع تحت طائلة هذه الجريمة». ووصف كوهين تصرفات الوزيرة بأنها «مخزية»، قبل أن تنهي ليموين النقاش بشكل قاطع.