شهدت الساحة الإعلامية والسياسية الفرنسية موجة غضب عارمة بعد أن قام محامٍ بارز بمقارنة زعيم حركة "فرنسا الأبية" (La France Insoumise)، جان لوك ميلانشون، بالوزير النازي سيئ السمعة يوزف غوبلز، وذلك خلال مقابلة تلفزيونية مباشرة على قناة BFMTV.

جاءت المقارنة الصادمة صباح يوم الخميس، حيث كان المحامي آلان جاكوبوفيتش، الرئيس الفخري للرابطة الدولية لمكافحة العنصرية ومعاداة السامية (Licra)، ضيفاً في برنامج "De 9 à 10" الذي تقدمه المذيعة أبولين دي ماليرب. وفي ختام المقابلة، أشار جاكوبوفيتش إلى كتاب يتناول تاريخ الحركات الفاشية، ليصرح قائلاً: "بصراحة، مع الأخذ في الاعتبار جميع الفروق، أرى تشابهاً – وأعلم أنني سأتعرض للانتقاد لكن لا بأس – بين ميلانشون وغوبلز. وزير التثقيف الشعبي والدعاية، الرجل القوي الذي يجب على الشعب أن يتبعه". واختتم بالقول: "هذا أمر مذهل وفي الوقت نفسه يثير القشعريرة".

أثار صمت المذيعة أبولين دي ماليرب في وجه هذا التصريح جدلاً واسعاً، حيث سارعت شخصيات بارزة من حزب "فرنسا الأبية" إلى إدانة الواقعة على منصة X (تويتر سابقاً). وكتب النائب مانويل بومبارد: "على قناة BFMTV، تتم الآن مقارنة جان لوك ميلانشون بغوبلز دون أي اعتراض من القطيع الإعلامي. إلى أي مدى سيذهبون في هذا العار؟ ننتظر اعتذاراً وإدانات بالإجماع لهذه التجاوزات المشينة".

وفي مواجهة هذا الغضب السياسي والإعلامي، اضطرت المذيعة دي ماليرب إلى إصدار بيان في وقت لاحق من اليوم، مؤكدة أنها "ملتزمة جداً بحرية التعبير واستقلالية ضيوفي"، لكنها أضافت: "لا يمكن ربط قناة BFMTV ولا أنا شخصياً بمقارنات كتلك التي تم التعبير عنها هذا الصباح في نهاية البرنامج، وهي لا تلزم إلا صاحبها".

هذا التبرؤ لم يكن كافياً لتهدئة ميلانشون، الذي رد على البيان متسائلاً عن سبب صعوبة إدانة التصريح بشكل مباشر. كما أعلن زعيم اليسار الفرنسي أنه سيقوم برفع دعوى قضائية ضد آلان جاكوبوفيتش بتهمة الإهانة العلنية.

من جانبها، أصدرت جمعية صحفيي قناة BFMTV (SDJ) بياناً رسمياً "تدين فيه بشدة التصريحات التي أدلى بها آلان جاكوبوفيتش على الهواء هذا الصباح، والتي قارن فيها جان لوك ميلانشون بيوزف غوبلز". وأكدت الجمعية أنه "لا يوجد ما يبرر هذا التقارب مع شخصية نازية".