شهدت الساحة السياسية والإعلامية الأمريكية مؤخراً مواجهة غير تقليدية على الإنترنت بين نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، ومؤثر الأزياء الشهير، ديريك جاي، المعروف باسم "The Menswear Guy". بدأ الخلاف حول قضية الهجرة، لكنه سرعان ما تحول إلى معركة حول الأناقة والملابس غير المناسبة.

بدأت القصة في 8 يونيو/حزيران، عندما كشف ديريك جاي، وهو ناقد أزياء يساهم أيضاً في صحيفتي نيويورك تايمز وفاينانشال تايمز، عن تفاصيل شخصية غير مسبوقة. ففي خضم الاحتجاجات ضد حملة الاعتقالات الجماعية للمهاجرين غير الشرعيين، نشر جاي على منصة "إكس" (تويتر سابقاً) اعترافاً بأنه مهاجر غير شرعي.

وكتب جاي: "كوني مهاجراً غير شرعي شكّل وجودي بالكامل. إن ترحيل ملايين الأشخاص الذين ساهموا في المجتمع، مثلي، أمر لا معنى له. إعادتنا إلى الوطن تعني إرسالنا إلى بلد غريب". ويُعرف جاي بانتقاده المتكرر لأسلوب ملابس الشخصيات الموالية للرئيس السابق دونالد ترامب.

أثار هذا الاعتراف ردود فعل قوية من مؤيدي ترامب، الذين طالبوا بترحيله. وتلقى نائب الرئيس جيه دي فانس دعوة مباشرة من أحد المستخدمين للتدخل، حيث كتب: "جيه دي فانس، أعلم أنك تقرأ هذا ولديك الفرصة للقيام بأطرف شيء على الإطلاق". رد فانس شخصياً على المنشور باستخدام صورة ميم (Meme) لشخصية تهز رأسها بالإيجاب، في إشارة واضحة إلى تأييده لفكرة الترحيل.

لكن الرد من "The Menswear Guy" كان سريعاً وموجعاً. ففي مواجهة الميم الذي نشره نائب الرئيس، قام ديريك جاي بنشر صورتين لفانس. تظهر الصورة الأولى السياسي البالغ من العمر 40 عاماً وهو يرتدي بنطالاً قصيراً بشكل واضح، بينما تظهره الصورة الثانية بقميص أبيض ضيق جداً. وسخر مؤثر الأزياء قائلاً: "أعتقد أنني أستطيع أن أسبقك بهذه الملابس"، وحصد منشوره أكثر من 7 ملايين مشاهدة.

ولم تتوقف هجمات جاي عند هذا الحد. ففي 15 يونيو/حزيران، وخلال موكب الاحتفال بالذكرى الـ 250 لتأسيس الجيش الأمريكي في واشنطن، وجه جاي انتقاداً لوزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث. واعتبر خبير الموضة أن ربطة العنق ذات النقوش العسكرية (التمويه) التي ارتداها الوزير كانت غير مناسبة. واقترح جاي ربطة عنق أكثر تقليدية تابعة للجيش الأمريكي، مشيراً إلى أن دعم ترامب لا يعني بالضرورة الإلمام بالتقاليد الأمريكية في الملبس.