وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي تثير الجدل: "فرنسا إنتر" أصبحت "ناديًا للنخبة وكبار السن"

وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي تثير الجدل: "فرنسا إنتر" أصبحت "ناديًا للنخبة وكبار السن"

في كلمات قليلة

أثارت وزيرة الثقافة الفرنسية، رشيدة داتي، عاصفة من الجدل بعد انتقادها اللاذع لإذاعة "فرنسا إنتر" العامة، مشيرة إلى أنها لم تعد تحظى باهتمام الشباب والطبقات الشعبية، بل أصبحت مقتصرة على الفئات الاجتماعية العليا وكبار السن.


أثارت وزيرة الثقافة الفرنسية، رشيدة داتي، ضجة واسعة في الأوساط الإعلامية والسياسية بعد أن وجهت انتقاداً لاذعاً لإذاعة "فرنسا إنتر" (France Inter)، وهي الإذاعة العامة الأولى في البلاد من حيث نسبة الاستماع. جاءت تصريحات داتي خلال استضافتها في برنامج "الصباح" على نفس الإذاعة.

وفي سياق حديثها عن نسب الاستماع الجيدة التي تحققها محطات "راديو فرانس" وقنوات "فرانس تيليفزيون" العامة، تساءلت الوزيرة، المعروفة بصراحتها، عن طبيعة الجمهور المستمع، قائلة: "لم يعد الشباب يستمعون، ولا الطبقات الشعبية. لقد أصبحت الإذاعة ناديًا، مقتصرًا على الفئات الاجتماعية والمهنية العليا (CSP+) وكبار السن. هذه حقيقة، وهي كذلك".

وأعربت داتي عن أسفها لكون الإذاعة التي كان يستمع إليها والدها، الذي كان يعمل بناءً، على "الراديو الصغير في مواقع البناء"، لم تعد تجذب العمال اليوم. وقالت: "أشعر بالأسف لأن جهاز الراديو الصغير الذي كنا نستمع إليه في مواقع البناء عندما كان والدي بناءً، ربما لم يعد البناء يستمع إلى فرنسا إنتر اليوم".

وفي اليوم التالي لهذه التصريحات النارية، خصص الكوميدي والكاتب الصحفي برتراند شاميروي فقرته الساخرة للرد على الوزيرة. واستهل شاميروي فقرته بتهكم موجهًا حديثه إلى جمهور الإذاعة: "مرحبًا أيها المنتمون للفئات الاجتماعية العليا (CSP+)، هل تسمحون لي بالتدخل في ناديكم النخبوي؟".

وصف شاميروي مقابلة داتي بأنها كانت أشبه بـ "عشاء شبه مثالي" إذاعي، حيث "انتقدت رشيدة داتي كل شيء على المائدة". وأضاف ساخراً: "بين معلومتين مزيفتين حول تخفيضات في ميزانية الثقافة، بصقت في أطباق التقديم قبل أن تمنح تقييمًا بـ 2/10".

كما سخر شاميروي من محاولة داتي لربط الإذاعة بالطبقات العاملة، متوقعاً بسخرية أن الإذاعة ستجري تغييرات جذرية في برامجها لتعود "رائدة بين عمال البناء". واختتم فقرته باتصال مزيف بالوزيرة، مدعيًا أنها "تجدنا غير شعبيين بما فيه الكفاية"، وأنه لا يرى حلاً سوى بث أغنية شعبية للفنان باتريك سيباستيان قبل الثامنة صباحًا، في إشارة إلى ضرورة التوجه نحو المحتوى الجماهيري البسيط.

من جانبه، رحب الفنان باتريك سيباستيان، المعروف بتقديم البرامج الترفيهية والموسيقى الشعبية، برد شاميروي، وكتب على حسابه: "شكراً لك يا برتراند شاميروي على تسليط الضوء على الموسيقى الشعبية في فرنسا إنتر".

نبذة عن المؤلف

يوري - صحفي متخصص في قضايا الأمن والدفاع في فرنسا. تتميز مواده بالتحليل العميق للوضع العسكري والسياسي والقرارات الاستراتيجية.