
في كلمات قليلة
"هايروكس" هي رياضة تنافسية جديدة تدمج بين الجري لمسافة 8 كيلومترات وثماني محطات لتمارين القوة الوظيفية. تكتسب هذه الرياضة شعبية عالمية لكونها متاحة للجميع، من المبتدئين إلى المحترفين، وتركيزها على التحمل والقوة الشاملة.
هل سمعت عن "هايروكس"؟ إنها الظاهرة الرياضية الجديدة التي تجذب عشاق اللياقة البدنية حول العالم، فهي أكثر سهولة من الماراثون وأقل تعقيداً من الكروسفت، مما يجعلها الخيار الأمثل لكل من يبحث عن تحدٍ جديد، سواء كان مبتدئاً أو رياضياً محترفاً.
انطلقت فكرة هايروكس في هامبورغ بألمانيا عام 2017، وتعتمد على صيغة بسيطة وفعالة: سباق يجمع بين الجري لمسافة 8 كيلومترات، تتخللها 8 محطات من تمارين القوة الوظيفية. هذا المزيج بين تمارين الكارديو المكثفة واختبارات القوة يجذب الجميع، من العدائين العاديين إلى محترفي الكروسفت. وقد حققت هذه الرياضة نجاحاً عالمياً مذهلاً، حيث من المقرر إقامة 93 سباقاً حول العالم هذا العام، مع نمو هائل في عدد الصالات الرياضية المعتمدة والمشاركين.
يقوم هيكل المنافسة على مبدأ الجري لمسافة كيلومتر واحد، يليه إنجاز تمرين في محطة مخصصة، ثم تكرار هذه الدورة ثماني مرات. تتضمن التمارين ما يلي:
- جهاز محاكاة التزلج (SkiErg)
- دفع المزلقة (Sled Push)
- سحب المزلقة (Sled Pull)
- قفزات بيربي إلى الأمام (Burpee Broad Jumps)
- التجديف (Rowing)
- حمل أوزان الكيتل بيل (Farmer's Carry)
- تمارين الاندفاع مع حمل الوزن (Sandbag Lunges)
- رمي الكرة على الحائط (Wall Balls)
يكمن سر جاذبية هايروكس في أنها ليست سباقاً ضد الآخرين بقدر ما هي سباق ضد نفسك. عندما تعبر خط النهاية، يظهر اسمك ووقتك على الشاشة، وهذا الإنجاز القابل للقياس يمنحك دافعاً قوياً للعودة والمحاولة لتحقيق زمن أفضل. هذا الشعور بالإنجاز هو ما يجعل التجربة ممتعة ومحفزة.
بالإضافة إلى التحدي الشخصي، توفر هايروكس شعوراً قوياً بالانتماء للمجتمع. يمكن للمشاركين التدريب والمنافسة في فرق ثنائية أو رباعية، مما يخلق بيئة داعمة ومحفزة. حتى عند المشاركة بشكل فردي، فإن طاقة الجمهور وتشجيعه في كل محطة يمنحان شعوراً بالعمل الجماعي.
من الناحية البدنية، تقدم هايروكس فوائد عديدة. يعتبرها أطباء الرياضة تمريناً شاملاً يقوي الساقين، والأرداف، والكتفين، وعضلات البطن. إنها تحسن صحة القلب والأوعية الدموية، وتعزز جودة النوم، وتعمل كمضاد طبيعي للتوتر والإجهاد. وعلى عكس الاعتقاد الخاطئ بأن تدريبات القوة تؤدي إلى تضخيم العضلات، تركز هايروكس على "قوة التحمل"، مما ينتج عنه جسم رياضي متناسق وقوي، وليس جسماً ضخماً.
للراغبين في خوض التجربة، ينصح الخبراء بفترة إعداد تتراوح من ثلاثة إلى أربعة أشهر. يجب أن يبدأ المتدرب بتمارين الجري المعتدلة، مع بعض جلسات القوة التي تركز على الساقين والكتفين، ثم إدخال تمارين تجمع بين الجري والجهد العضلي لتعويد الجسم على التغيير في الإيقاع. من الضروري أيضاً إجراء فحص طبي قبل البدء، والالتزام بالإحماء الجيد، وزيادة الحمل تدريجياً، والحصول على قسط كافٍ من الراحة.
على الرغم من حداثتها، يبدو أن هايروكس ليست مجرد صيحة عابرة. يعتقد الخبراء أنها نجحت في ترسيخ مكانتها في عالم الرياضة واللياقة البدنية، لأنها تلبي متطلبات العصر الحديث: تحدٍ منظم، قابل للقياس، ورقمي، يعزز الروابط الاجتماعية ويسمح للجميع بتحقيق أفضل نسخة من أنفسهم.