القلق الوجودي: لماذا يخشى العالم من الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الهوية البشرية؟

القلق الوجودي: لماذا يخشى العالم من الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الهوية البشرية؟

في كلمات قليلة

73% من الفرنسيين يعربون عن خوفهم من تأثير الذكاء الاصطناعي، مما يعكس ظاهرة عالمية تُعرف بـ "قلق الذكاء الاصطناعي". يرى الخبراء أن هذا الخوف قد يكون ناتجاً عن تهديد الآلة لـ "الأنا" البشرية وقدراتها الفكرية، وهو ما دفع أكثر من 1000 خبير للمطالبة بوقف مؤقت للأبحاث.


تتطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي (AI) بوتيرة هائلة، وتغزو كافة جوانب حياتنا بقدرات مذهلة. لكن هذا التطور السريع لا يقابله إعجاب خالص، بل يصحبه قلق متزايد يُطلق عليه الخبراء "قلق الذكاء الاصطناعي".

تُظهر استطلاعات الرأي العالمية مدى عمق هذا الشعور. ففي دراسة حديثة، أعرب 73% من الفرنسيين عن تخوفهم من تأثير الذكاء الاصطناعي على العالم الذي يعيشون فيه، وهي النسبة الأعلى بين 11 دولة شملها الاستطلاع. هذا القلق ليس مجرد هواجس عامة، بل يمتد إلى صناع التكنولوجيا أنفسهم.

في مارس 2023، طالب أكثر من 1000 خبير وشخصية دولية بوقف مؤقت للأبحاث في مجال الذكاء الاصطناعي، محذرين من "مخاطر كبرى على الإنسانية". وحتى سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI ومبتكر برنامج ChatGPT، اعترف بأنه "خائف قليلاً" من إبداعه الخاص.

لماذا يرافق الانبهار بالروبوتات الدردشة شعور بالريبة؟

يتساءل المحللون عما إذا كانت هذه المخاوف لها دوافع مشروعة، أم أنها مجرد نسخة حديثة من المخاوف الوجودية القديمة التي لازمت كل تقدم وتطور تكنولوجي عبر التاريخ.

يرى بعض الأطباء النفسيين أن هذا القلق يمثل "جرحاً نرجسياً" للإنسان. فلطالما اعتبر العقل البشري، بقدراته على التفكير والإبداع والتحليل، السمة المميزة والأكثر تفوقاً للإنسان. وعندما تبدأ الآلة في محاكاة هذه القدرات وتجاوزها في بعض الأحيان، فإن ذلك يهدد جوهر "الأنا" البشرية ويجعل قدراتنا الفكرية تبدو مهزوزة أو قابلة للاستبدال.

إن التطور المتسارع للذكاء الاصطناعي يطرح تحدياً مزدوجاً: تحدي السيطرة على التكنولوجيا، وتحدي الحفاظ على التفوق المعرفي البشري في عالم تهيمن عليه الخوارزميات.

نبذة عن المؤلف

إيلينا - صحفية تحقيقات ذات خبرة، متخصصة في المواضيع السياسية والاجتماعية في فرنسا. تتميز تقاريرها بالتحليل العميق والتغطية الموضوعية لأهم الأحداث في الحياة الفرنسية.