إنجاز طبي: اختبار دم جديد يتنبأ بخطر الولادة المبكرة قبل أربعة أشهر

إنجاز طبي: اختبار دم جديد يتنبأ بخطر الولادة المبكرة قبل أربعة أشهر

في كلمات قليلة

كشف باحثون صينيون عن اختبار دم مبتكر يعتمد على تحليل الحمض النووي الريبوزي (RNA) للتنبؤ بخطر الولادة المبكرة قبل أكثر من أربعة أشهر، مما يمثل خطوة ثورية في رعاية الحمل.


يواجه العالم سنوياً ولادة أكثر من 13 مليون طفل قبل الأوان، أي ما يعادل طفلاً واحداً من كل عشرة مواليد أحياء. تحدث الولادة المبكرة قبل الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل، وهي تحمل عواقب وخيمة على صحة المولود الجديد. ولطالما شكلت القدرة على التنبؤ بهذه المخاطر مبكراً تحدياً كبيراً للمجال الطبي.

وفي خطوة واعدة، أعلن فريق من الباحثين الصينيين في مؤتمر الجمعية الأوروبية لعلم الوراثة البشرية الذي عقد في ميلانو عن تطوير اختبار دم جديد يمكنه التنبؤ بخطر الولادة المبكرة قبل أكثر من أربعة أشهر من حدوثها.

آلية عمل الاختبار والدمج السهل

يعتمد الاختبار على سحب عينة دم بسيطة للبحث عن جزيئات الحمض النووي الريبوزي (RNA) الدائر في سوائل الجسم. هذه الجزيئات، التي يتم إطلاقها من الخلايا، تأتي بشكل رئيسي من الأم، مع مساهمات طفيفة من المشيمة والجنين. وقد حلل الباحثون الصينيون عينات دم 851 امرأة حامل، تم سحبها في الأسبوع السادس عشر تقريباً من الحمل، لتحديد المؤشرات الحيوية للولادة المبكرة.

وتشير الدكتورة وين جينغ وانغ، الباحثة المشاركة في معهد بكين للجينوم، إلى أن القدرة على اكتشاف هذه الإشارات التنبؤية قبل أربعة أشهر من التشخيص السريري الحالي "قد تحدث ثورة في استراتيجيات الوقاية".

من المزايا الكبيرة لهذا الاختبار سهولة تنفيذه وتكلفته المنخفضة نسبياً. يمكن إجراؤه بالتزامن مع الفحص الروتيني غير الجراحي قبل الولادة (NIPT)، الذي يتم إجراؤه بالفعل لتقييم خطر متلازمة داون، مما يفتح الباب أمام إمكانية "الفحص على مستوى السكان" وليس فقط للنساء المعرضات لخطر عالٍ.

تحديات الدقة ومخاوف الأطباء

على الرغم من الإمكانات الهائلة، يواجه الاختبار قيوداً كبيرة تتعلق بدقته. تعترف الدكتورة وانغ بأن معدل النتائج الإيجابية الكاذبة (تحديد حمل على أنه معرض للخطر بينما يكتمل في موعده) يتراوح بين 16% و 21%، في حين أن معدل النتائج السلبية الكاذبة (الولادة المبكرة رغم التنبؤ باكتمال الحمل) يتراوح بين 26% و 40%.

ويثير هذا النقص في الحساسية والنوعية قلق الخبراء. يحذر البروفيسور أوليفييه موريل، رئيس قسم أمراض النساء والتوليد في مركز نانسي الجامعي، من أن "النتيجة الإيجابية الكاذبة قد تؤدي إلى قلق غير مبرر للأمهات الحوامل، وإذا حاولنا تقديم علاج وقائي، فقد يتم إعطاؤه دون داعٍ".

وتشمل المخاطر المحتملة إعطاء علاجات مثل الكورتيكوستيرويدات للأمهات قبل الأسبوع 34 لمساعدة رئتي الجنين، والتي قد تُعطى دون ضرورة إذا لم تحدث الولادة المبكرة فعلياً، مما قد يسبب آثاراً جانبية غير مرغوب فيها للرضيع.

أهمية صحية عامة

يسلط المشروع الضوء على "قضية رئيسية في الصحة العامة"، حيث لم يتم إحراز تقدم كبير في الوقاية من الولادات المبكرة في البلدان المتقدمة منذ أكثر من عقدين. حالياً، يعتمد الأطباء على عوامل الخطر الشخصية فقط (مثل الولادات المبكرة السابقة أو الحمل بتوأم).

ويؤكد الخبراء أن الاختبار التشخيصي وحده لا يكفي دون وجود "حل" علاجي فعال. فإذا لم تتوفر وسائل لمساعدة النساء المعرضات للخطر، فإن التشخيص المبكر قد يزيد من الإجهاد والقلق أثناء الحمل. ومع ذلك، يرى الباحثون أن التشخيص المبكر يسمح بتطبيق تدابير وقائية مثل المراقبة المعززة، وتعديلات نمط الحياة، وإدارة العدوى، مما يمثل خطوة أولى نحو تحسين نتائج الحمل العالمية.

نبذة عن المؤلف

فيكتور - محلل سياسي ذو خبرة طويلة في وسائل الإعلام الأمريكية. تساعد مقالاته التحليلية القراء على فهم تعقيدات النظام السياسي الأمريكي.