دراسة تكشف: لماذا تتدهور جودة الدم بعد سن الخمسين؟ دور الخلايا الجذعية والالتهاب المزمن

دراسة تكشف: لماذا تتدهور جودة الدم بعد سن الخمسين؟ دور الخلايا الجذعية والالتهاب المزمن

في كلمات قليلة

كشفت دراسة جديدة عن الآلية التي تتدهور بها جودة الدم مع التقدم في العمر، خاصة بعد سن الخمسين. ويعود السبب الرئيسي إلى استنفاد احتياطي الخلايا الجذعية المكونة للدم وبدء تكاثر سلالات خلوية تعزز الالتهاب المزمن، مما يقلل من تنوع إنتاج خلايا الدم ويزيد من تعرض الجسم للأمراض.


تعتبر عملية إنتاج خلايا الدم، أو ما يُعرف باسم "تكون الدم" (Hematopoiesis)، عملية حيوية مستمرة تعتمد على احتياطي محدود من الخلايا الجذعية المكونة للدم (Hematopoietic Stem Cells). ومع التقدم في العمر، تشهد هذه الآلية تغييرات جوهرية تؤدي إلى تدهور في جودة الدم وتنوعه، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.

في الوضع الطبيعي، ينتج الجسم يوميًا ما بين 100 إلى 200 مليار خلية دم جديدة لتحل محل الخلايا الميتة. وتستند هذه العملية إلى مخزون صغير يتراوح بين 50 ألف إلى 200 ألف خلية جذعية، تتخصص في إنتاج ثلاثة أنواع رئيسية من الخلايا:

  • خلايا الدم الحمراء
  • الصفائح الدموية
  • خلايا الدم البيضاء

لكن الأبحاث الحديثة كشفت عن فهم أعمق لظاهرة "الاستنفاد النسيلي" (Clonal Depletion) التي تحدث مع الشيخوخة. فقد توصل فريق من الباحثين إلى تحديد الآلية التي تبدأ بها الخلايا الجذعية التي تعزز الالتهاب المزمن في التكاثر والانتشار بشكل مهيمن مع مرور السنوات، خاصة بعد سن الخمسين.

يؤدي هذا الاستنفاد إلى نضوب احتياطي الخلايا الجذعية وتصبح عملية الإنتاج أقل تنوعاً، مما يفسر سبب انخفاض جودة الدم وزيادة قابلية الكائن الحي للإصابة بالأمراض المرتبطة بالعمر والالتهابات المزمنة. وتُعد هذه النتائج خطوة مهمة لفهم كيفية مكافحة التدهور الصحي المرتبط بالشيخوخة.

نبذة عن المؤلف

إيلينا - صحفية تحقيقات ذات خبرة، متخصصة في المواضيع السياسية والاجتماعية في فرنسا. تتميز تقاريرها بالتحليل العميق والتغطية الموضوعية لأهم الأحداث في الحياة الفرنسية.