جامعة أيرلندية تطلق أول شهادة أكاديمية لـ"صناع المحتوى": تحويل مهنة المؤثر إلى عمل تجاري احترافي

جامعة أيرلندية تطلق أول شهادة أكاديمية لـ"صناع المحتوى": تحويل مهنة المؤثر إلى عمل تجاري احترافي

في كلمات قليلة

أطلقت الجامعة التكنولوجية للجنوب الشرقي في أيرلندا أول برنامج أكاديمي عام مدته أربع سنوات لتدريب "صناع المحتوى والمؤثرين". يركز المنهج على تحويل مهنة التأثير إلى عمل تجاري احترافي من خلال تدريس التسويق الرقمي، علم النفس، تحليل البيانات، وإدارة الأزمات، مع التأكيد على التحديات والمخاطر المهنية.


كارلو، أيرلندا: في خطوة غير مسبوقة على مستوى التعليم العالي العام، أطلقت الجامعة التكنولوجية للجنوب الشرقي (SETU) في مدينة كارلو الأيرلندية برنامجاً أكاديمياً مدته أربع سنوات يهدف إلى إضفاء الطابع الاحترافي على مهنة "المؤثر" (Influencer) تحت مسمى "إنشاء المحتوى ووسائل التواصل الاجتماعي".

ويُعد هذا المسار التعليمي، الذي بدأ في خريف عام 2024، الأول من نوعه في أيرلندا، وربما في العالم، الذي يقدم تعليماً عاماً ومتاحاً مالياً في هذا المجال المتنامي. وقد أثار إطلاق البرنامج اهتماماً إعلامياً دولياً كبيراً، خاصة بعد أن شهد إقبالاً هائلاً؛ حيث تقدم أكثر من 350 مرشحاً للتنافس على 15 مقعداً فقط في الدفعة الأولى.

من الإبداع إلى الأعمال التجارية

تؤكد إيرين ماكورميك، مديرة البرنامج، أن مهنة المؤثر لم تعد مجرد مسألة إبداع، بل تحولت إلى "عمل تجاري كأي عمل آخر". ولهذا السبب، يركز المنهج على تزويد الطلاب برؤية شاملة 360 درجة لعالم التأثير المعقد والخطير في بعض الأحيان.

لا يكتفي الطلاب بتعلم مهارات المونتاج الصوتي والمرئي وتقنيات التسجيل، بل يتعمقون في مجالات حيوية لنجاحهم الرقمي، تشمل:

  • علم النفس والكتابة الإبداعية.
  • التسويق الرقمي وريادة الأعمال.
  • تحليل البيانات: فهم معدلات التفاعل، واختبار A/B، وتحليل الخوارزميات.
  • إدارة الأزمات وبناء العلامة التجارية الشخصية.

يقول لوك، أحد الطلاب الطموحين البالغ من العمر 19 عاماً، والذي يحلم بأن يصبح "ستريمر" (Streamer) في مجال الألعاب: "أصبح التأثير في عام 2025 عملاً تجارياً مثل أي عمل آخر. يجب أن تعمل بجد وأن يكون لديك خطة واضحة لكسب المشاهدات تدريجياً".

تنوع الطموحات والتحديات

الدفعة الأولى من الطلاب لا تتطابق مع الصورة النمطية للمؤثرين. فبينما تحلم البعض بالعمل في مجال التجميل، يركز آخرون على مواضيع متخصصة. على سبيل المثال، تستخدم جيسيكا (19 عاماً)، التي تعيش مع اضطراب طيف التوحد، مهاراتها المكتسبة لإنشاء محتوى يهدف إلى زيادة الوعي حول حالتها، مؤكدة أن "وسائل التواصل الاجتماعي لا يمكن تجاوزها".

لكن الجامعة لا تخفي الجانب المظلم للمهنة. يتم مناقشة مخاطر العمل، بما في ذلك ساعات العمل الطويلة، تداخل الحياة الشخصية والمهنية، والتعرض للتنمر الإلكتروني (Cyberharassment)، خاصة وأن الدراسات تشير إلى أن 84% من ضحايا العنف السيبراني من النساء.

وتشدد إثنا كويرك، المحاضرة في الدراسات الإعلامية، على أن "هذه مهنة صعبة تتطلب وقتاً وتفكيراً ونضجاً، وقد تؤدي إلى الإرهاق والفشل، ويجب أن يعرفوا ذلك". ومع ذلك، فإن الإقبال على هذا التخصص يعكس تحولاً عالمياً؛ ففي دراسة أمريكية عام 2019، أعرب 30% من الأطفال عن رغبتهم في أن يصبحوا مؤثرين، مقابل 10% فقط ممن أرادوا أن يصبحوا رواد فضاء. وتؤمن الجامعة بأن النجاح في هذا المجال يعتمد الآن على المعرفة العميقة بالتحليلات والأعمال، وليس على الحظ.

نبذة عن المؤلف

ناتاليا - صحفية اجتماعية، تغطي قضايا الهجرة والتكيف في فرنسا. تساعد تقاريرها السكان الجدد في فهم البلاد وقوانينها بشكل أفضل.