
في كلمات قليلة
في 8 مايو 1945، تم التوقيع على وثيقة الاستسلام النهائي والكامل لألمانيا النازية في برلين، منهياً بذلك الحرب العالمية الثانية في أوروبا. وقع الوثيقة المشير الميداني فيلهلم كايتل نيابة عن القيادة الألمانية. أقيم الحفل بناءً على إصرار الجانب السوفيتي بعد توقيع أولي في ريمس.
يوم 8 مايو 1945 هو التاريخ الذي سُجل في صفحات التاريخ كنهاية رسمية للحرب العالمية الثانية في أوروبا، حيث تم التوقيع على وثيقة الاستسلام الكامل وغير المشروط لألمانيا النازية، لتتوقف بذلك المعارك وتعمّ الفرحة بانتهاء الصراع المدمر.
جرت مراسم التوقيع النهائية على وثيقة الاستسلام ليلة 8 إلى 9 مايو (بتوقيت موسكو) في مبنى القيادة العسكرية السابق بضاحية كارلزهورست في برلين. وقد أقيم هذا الحفل بناءً على طلب الجانب السوفيتي ليكون التوقيع النهائي والرسمي في عاصمة ألمانيا المهزومة، بعد يومين من توقيع أولي في مدينة ريمس بفرنسا.
وقع الوثيقة نيابة عن القيادة الألمانية العليا، المشير الميداني فيلهلم كايتل. كما حضر ممثلون عن القوات البرية والبحرية والجوية الألمانية. ونيابة عن قوات الحلفاء، وقع الوثيقة كل من المارشال غيورغي جوكوف ممثلاً عن الاتحاد السوفيتي، والمشير الجوي آرثر تيدر ممثلاً عن بريطانيا، والجنرال كارل سباتس ممثلاً عن الولايات المتحدة، والجنرال جان دي لاتري دي تاسيني ممثلاً عن فرنسا.
مثل التوقيع في برلين تأكيداً للهزيمة العسكرية الساحقة وسقوط الرايخ الثالث. كانت الأشهر الأخيرة من الحرب قد شهدت محاولات يائسة من القيادة الألمانية لتجنب هذه النهاية. بعد التقاء القوات الأمريكية والسوفيتية على نهر الإلب، وانقسام ألمانيا، بحث مسؤولون نازيون كبار، بمن فيهم الأدميرال كارل دونيتز الذي خلف هتلر، عن سبل لإنهاء القتال، وفكروا في استسلام جزئي للقوات الغربية لمواصلة القتال ضد الاتحاد السوفيتي، لكن هتلر رفض هذه الفكرة بشدة قبل وفاته.
كما حاول هاينريش هيملر الاتصال بالحلفاء الغربيين عبر قنوات محايدة لعرض سلام منفصل، لكن الأمريكيين والبريطانيين رفضوا هذه العروض بشكل قاطع للحفاظ على وحدة الحلفاء مع الاتحاد السوفيتي. فشلت كل هذه المحاولات والمناورات في النهاية، ولم يكن أمام ألمانيا خيار سوى القبول بالاستسلام الكامل وغير المشروط.