
في كلمات قليلة
أقيم في باريس حفل لافتتاح نصب تذكاري مخصص لإحياء ذكرى ضحايا الترحيل النازي بسبب ميولهم الجنسية، بالإضافة إلى ضحايا مجتمع الميم بلاس الآخرين عبر التاريخ. النصب، على شكل نجمة فولاذية سوداء، يهدف إلى التذكير بأهمية الذاكرة ومكافحة التمييز.
شهدت باريس مراسم افتتاح نصب تذكاري مخصص لتكريم ضحايا الترحيل النازي بسبب ميولهم الجنسية، وكذلك جميع ضحايا مجتمع الميم بلاس (LGBT+) عبر التاريخ. أقيم حفل الافتتاح يوم السبت، تزامناً مع اليوم العالمي لمكافحة رهاب المثلية.
قالت آن هيدالغو، عمدة باريس، خلال الافتتاح: "الاعتراف يعني القول: ’لقد حدث هذا’، ويعني القول: ’لا نريد أن يتكرر هذا’". وأكدت على ضرورة مكافحة النفي أو التقليل من شأن هذا الجانب من التاريخ، خصوصاً في ظل "تيارات معارضة قوية وخطيرة للغاية تسعى إلى نفي هذا التنوع".
النصب التذكاري، الذي صممه الفنان جان لوك فيرنا، هو عبارة عن نجمة سوداء ضخمة من الفولاذ تزن أكثر من ثلاثة أطنان. تم تثبيته في حدائق ميناء أرسنال، بالقرب من ساحة الباستيل. شرح الفنان أن "الجانب الأسود من النجمة يمثل الأجساد التي تم حرقها، إنه الحداد، وهي أيضاً ظل يخبرنا أن الأمور يمكن أن تحدث مجدداً". أما الجانب الآخر، وهو المرآة، فهو "يمثل الحاضر، بألوان الزمن الذي يمر وسماء باريس التي تتغير بسرعة كما يمكن أن يتغير الرأي العام".
على عكس النصب التذكارية في سيدني وبرشلونة وأمستردام، لم يتم اختيار تصميم مثلث وردي للنصب الباريسي (رمز كان النازيون يخيطونه على زي السجناء المثليين في المعسكرات)، وذلك بهدف شمل الضحايا في العصر الحالي أيضاً.
وقال جان بابتيست تريو، رئيس جمعية "المنسيون" (Les Oublié.es) للذاكرة: "يجب أن يذكرنا هذا المكان بأن الحقوق لا تُكتسب نهائياً أبداً، وأن الكراهية تعرف كيف تعيد ابتكار نفسها، وأن مسؤوليتنا هي أن نبقى صامدين معاً".
وفقاً للتقديرات، تم ترحيل ما بين 5000 و15000 شخص في جميع أنحاء أوروبا من قبل النظام النازي خلال الحرب العالمية الثانية بسبب ميولهم الجنسية. أما بالنسبة لفرنسا، تتراوح أرقام الجمعيات والمؤرخين بين ستين ومئتي شخص مثلي تم ترحيلهم.
يعد افتتاح هذا النصب التذكاري أحدث خطوة في مسار الاعتراف بهذا الجانب من التاريخ الذي ظل طويلاً مهملاً أو مسكوتاً عنه، قبل أن تبدأ التصريحات الرسمية من قبل رئيس الوزراء آنذاك ليونيل جوسبان عام 2001، ثم الرئيس جاك شيراك عام 2005.