
في كلمات قليلة
في منطقة الألب البحرية بجنوب فرنسا، اكتشف علماء آثار متطوعون جذع شجرة متحجر يعود تاريخه إلى حوالي 28 مليون سنة. تم استخراج القطعة الأثرية النادرة، التي حفظها الرماد البركاني، وسيتم دراستها وحفظها في متحف محلي.
في منطقة الألب البحرية بجنوب فرنسا، وبالقرب من بلدة بيوت، تم الكشف عن اكتشاف جيولوجي وأثري بارز – جذع شجرة قديمة متحجر يقدر عمره بنحو 28 مليون سنة. هذا الاكتشاف النادر هو نتاج جهود علماء آثار متطوعين.
الشيء الذي بدأ ككتلة أرضية صغيرة مثيرة للفضول بسبب شكلها، لفت انتباه الباحثين قبل عدة سنوات. أوضحت السيدة بريجيت رولييه، رئيسة جمعية Geo Sites Alpes-Azur، أن عوامل التعرية الطبيعية ساهمت في جعله أكثر وضوحًا تدريجيًا. خوفًا من احتمال تضرر أو فقدان هذه العينة القيمة، قرر فريق المتطوعين القيام بعملية استخراجه في بداية شهر مايو.
خلال عملية التحجر الطبيعي، تحول الجذع بالكامل إلى مادة السيليكا، وفقد جميع خلاياه النباتية الأصلية. لقد تم الحفاظ عليه بشكل مدهش داخل الرماد البركاني بعد ثوران بركاني كارثي، وصفه الخبراء بأنه تسبب في "غيوم متوهجة".
وقد حمل الاكتشاف في طياته مفاجأة: فبدلاً من القطعة الأسطوانية التي توقعوها، وجد الباحثون جذعًا رأسيًا مسطحًا. استغرقت عملية الاستخراج الدقيقة لهذا الأثر يومين من العمل الشاق وشارك فيها نحو عشرة متطوعين.
تمكن الفريق بنجاح من استخلاص ثلاث شظايا من الجذع، تتراوح أطوالها بين 70 سنتيمترًا ومتر ونصف المتر. وقد تم نقل هذه القطع المتحجرة بعناية إلى متحف التاريخ والسيراميك في بيوت، حيث ستتم دراستها وحفظها.
التأريخ الأولي للعينة، الذي تم باستخدام طريقة "التأريخ النسبي"، يشير إلى أنها تعود إلى فترة الأوليجوسين السفلى، أي قبل حوالي 28 مليون سنة تقريبًا (مع احتمال اختلاف بضعة ملايين من السنين).
تجري حاليًا تحليلات إضافية مفصلة لتحديد نوع الشجرة بدقة، بالإضافة إلى دراسات حول المناخ القديم للمنطقة في ذلك العصر. يؤكد الباحثون على أن "فهم الماضي الجيولوجي هو فهم الحاضر البيولوجي"، مشيرين إلى الأهمية العلمية لهذا الاكتشاف في تسليط الضوء على تاريخ الأرض.