
في كلمات قليلة
تشهد فرنسا احتجاجات واسعة النطاق يشارك فيها آلاف سائقي التاكسي، اعتراضاً على القواعد الجديدة التي فرضها نظام التأمين الصحي لنقل المرضى والمنافسة الشديدة من خدمات النقل عبر التطبيقات (VTC). يقول السائقون إن القواعد الجديدة ستخفض دخلهم بشكل كبير ويخططون لمواصلة الاحتجاجات طوال الأسبوع.
باريس، بو، باستيا... خرج آلاف سائقي التاكسي في جميع أنحاء فرنسا للاحتجاج على القواعد الجديدة المنظمة لخدمات النقل الطبي والمنافسة المتزايدة من قبل شركات النقل التي تعمل عبر التطبيقات (VTC).
شهدت مدن متعددة مثل باريس، بو، أميان، وباستيا عمليات إغلاق طرق واحتجاجات حاشدة. في باريس، قامت سيارات التاكسي الفاخرة وسيارات الدفع الرباعي وغيرها بقطع حركة المرور في شوارع رئيسية بالقرب من وزارة النقل، مستخدمين أبواقهم بكثرة ومطلقين الألعاب النارية تعبيراً عن غضبهم.
يكمن السبب الرئيسي للاحتجاجات في مشروع قدمه نظام التأمين الصحي الفرنسي (Assurance maladie)، والذي تم الموافقة عليه من قبل الحكومة. يهدف هذا المشروع إلى فرض نموذج تسعيرة موحد اعتباراً من 1 أكتوبر لخدمات نقل المرضى التي يقدمها سائقو التاكسي المتعاقدون مع النظام الصحي. بموجب هذا النموذج الجديد، سيتم دفع مبلغ ثابت قدره 13 يورو لبداية الرحلة بالإضافة إلى تسعيرة كيلومترية. ويؤكد اتحاد التاكسي الوطني (FNDT) أن هذه القواعد ستتسبب في خسارة تتراوح بين 25% و30% من إيرادات سائقي التاكسي، مما سيجعلهم "عمالاً فقراء".
عقد ممثلو سائقي التاكسي اجتماعات مع مكاتب الوزارات المعنية، لكن لم تسفر هذه اللقاءات عن أي تقدم وفقاً للاتحاد الوطني للتاكسي. يخطط المحتجون لمواصلة إضرابهم واحتجاجاتهم يومياً طوال هذا الأسبوع.
من جانبها، تقول إدارة التأمين الصحي إن الهدف من القواعد الجديدة هو ترشيد نفقات النقل الطبي، التي بلغت 6.74 مليار يورو في عام 2024، منها 3.07 مليار يورو لسائقي التاكسي المتعاقدين. وتؤكد الإدارة أن التسعيرة الجديدة ستكون مواتية لسائقي التاكسي في ثلثي المقاطعات، خاصة في المناطق الريفية. كما تسعى لتقليل الرحلات غير المجدية من خلال التنسيق مع المستشفيات لتجميع المرضى في رحلات متقاربة.
إضافة إلى القواعد الجديدة، يعترض سائقو التاكسي بشدة على المنافسة من خدمات النقل عبر التطبيقات (VTC) مثل أوبر، والتي يعتبرونها غير عادلة. ويقولون إن السوق "غزاها" هؤلاء المنافسون ويطالبون بتشديد الرقابة لضمان تكافؤ الفرص.
شهدت بعض الاحتجاجات اشتباكات متفرقة مع قوات الأمن، خاصة في بو وباريس، حيث تم استخدام الغاز المسيل للدموع. وفي بو، اقتحم المتظاهرون محطة القطار. يؤكد قادة الاحتجاج أنهم لن يتوقفوا حتى يتم سحب القواعد الجديدة ويطالبون بمقابلة مباشرة مع الوزراء المعنيين.
تشير التقديرات إلى أن حوالي 85% من سائقي التاكسي في فرنسا يعملون في مجال النقل الطبي المتعاقد، مما يبرز أهمية هذا القطاع لأعمالهم ومدى تأثير التغييرات المقترحة.