
في كلمات قليلة
تفرض روسيا واقعًا جديدًا في الأراضي الأوكرانية المحتلة من خلال التجنيس القسري وتغيير المناهج التعليمية والسيطرة على الإعلام. أصبح جواز السفر الروسي ضرورياً للحصول على الخدمات الأساسية، مما يجبر السكان على التكيف مع هوية جديدة تحت ضغط العزلة الاجتماعية.
في الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها، تعمل روسيا على قدم وساق لفرض واقع جديد يهدف إلى دمج هذه المناطق بشكل كامل في فضائها السياسي والاجتماعي. وتعتبر عملية فرض جوازات السفر الروسية، أو ما يعرف بـ "التجنيس القسري"، حجر الزاوية في هذه الاستراتيجية، حيث تضع السكان المحليين أمام خيارات صعبة وتغير حياتهم اليومية بشكل جذري.
أصبح الحصول على جواز السفر الروسي شرطًا لا غنى عنه للوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية، والمزايا الاجتماعية، والتوظيف، وحتى حرية التنقل. غالبًا ما يعني رفض الجنسية الجديدة الوقوع في عزلة اجتماعية كاملة وفقدان سبل العيش.
وبالتوازي مع الضغوط الإدارية، تُشن حملة أيديولوجية مكثفة. يتم إعادة هيكلة نظام التعليم ليتوافق مع المعايير الروسية، مع إزالة اللغة والتاريخ الأوكراني من المناهج الدراسية. كما يتم استبدال المشهد الإعلامي المحلي بالقنوات والمنشورات الروسية التي تبث الرواية الرسمية للكرملين.
وفقًا لعلماء اجتماع متخصصين في مجتمعات ما بعد الاتحاد السوفيتي، فإن هذه الإجراءات لا تهدف فقط إلى فرض السيطرة الرسمية، بل إلى إحداث تغيير عميق في هوية السكان. إنها استراتيجية طويلة الأمد مصممة لقطع جميع روابط المنطقة بأوكرانيا بشكل نهائي.
الشهادات التي تم جمعها من السكان الذين بقوا في هذه الأراضي ترسم صورة من القلق وعدم اليقين. يضطر الناس للتكيف مع الحقائق الجديدة من أجل البقاء، بينما يظل مستقبل المنطقة موضوعًا للنقاشات الجيوسياسية المحتدمة.