
في كلمات قليلة
يتناول الخبر مقارنة بين مقاربات مختلفة لمشكلات البيئة: النهج السياسي الفرنسي الذي ينتقد الآثار، ورؤية البابا فرنسيس التي تبحث عن الأسباب الجذرية في النماذج الاجتماعية والاقتصادية.
هناك فرق جوهري بين من يقتصر نقده على آثار الأزمة البيئية الظاهرة، وبين من يسعى للغوص في أسبابها الجذرية. هذه الفكرة تكتسب أهمية متزايدة في ظل النقاشات حول مستقبل كوكبنا.
بينما يميل بعض الساسة، مثل زعيمة حزب الخضر الفرنسي مارين توندلييه، أحياناً إلى مجرد إدانة المشكلات الواضحة دون التعمق في أصولها الحقيقية، يقدم آخرون رؤية أكثر شمولية وعمقاً.
البابا فرنسيس، في رسالته البابوية "كن مسبحاً" (Laudato si')، عرض منظوراً عميقاً للغاية. لقد أشار إلى أن جذر "الهمجية" المعاصرة تجاه الطبيعة يكمن في "النموذج التكنوقراطي". هذا النموذج يختزل الإنسان وكل الكائنات الحية إلى مجرد أشياء: أشياء للاستهلاك، للمبادلة، للإنتاج، للتلاعب. أشياء يمكن استخدامها ثم التخلص منها.
يرى العديد من المحللين أن هذا التوجه - النظر إلى العالم كمجموعة من الأشياء الوظيفية التي تفتقر إلى قيمة جوهرية - هو ما يؤدي إلى تدميره.
وبالتالي، فإن الإيكولوجيا الحقيقية لا تتطلب مجرد مكافحة عواقب التلوث أو تغير المناخ، بل تتطلب تغيير النظرة إلى العالم والإنسان نفسه. هذا يعني التخلي عن النهج الاستهلاكي والاعتراف بالترابط بين جميع الكائنات الحية، وهو ما يتجاوز الحلول السياسية الضيقة أو السطحية.