اليونسكو: المحيط هو رئتنا التي نتنفس بها.. شراكة "برادا" لإنقاذ "القارة الزرقاء" من التلوث وتغير المناخ

اليونسكو: المحيط هو رئتنا التي نتنفس بها.. شراكة "برادا" لإنقاذ "القارة الزرقاء" من التلوث وتغير المناخ

في كلمات قليلة

مقابلة مع فرانشيسكا سانتورو من اليونسكو حول أهمية المحيطات كمصدر رئيسي للأكسجين، وتفاصيل برنامج "Sea Beyond" بالشراكة مع برادا لمكافحة التلوث البلاستيكي وأزمة المناخ، مع التركيز على التعليم البحري.


تؤكد فرانشيسكا سانتورو، مديرة برامج محو الأمية في مجال المحيطات بمنظمة اليونسكو، على الدور الحيوي للمحيطات في استمرار الحياة على كوكب الأرض، مسلطة الضوء على مبادرة "Sea Beyond" التعليمية العالمية التي تُنفذ بالشراكة مع دار الأزياء الإيطالية "برادا".

المحيط: الرئة الحقيقية للكوكب

تقول سانتورو: "نحن جميعاً مرتبطون بالمحيط من خلال عمل بسيط جداً: إنه يسمح لنا بالتنفس". ويجهل كثيرون هذه الحقيقة، إذ غالباً ما يُشار إلى غابات الأمازون على أنها "رئة العالم الخضراء"، لكن المحيط هو المصدر الرئيسي الذي يولد ما بين 50% إلى 80% من الأكسجين الذي نتنفسه. وإلى جانب دوره في تنظيم المناخ وتوفير الغذاء، فإن بقاء الحياة على الكوكب مرهون بسلامة المحيط.

من الموضة إلى الحفاظ على البيئة

وُلد برنامج "Sea Beyond" من التزام "برادا" بالاستدامة، حيث أطلقت الدار في عام 2019 مجموعة "Re-Nylon" المصنوعة من النايلون المُجدد والمستخلص من بقايا البلاستيك وشباك الصيد المهملة التي جُمعت من المحيطات ومكبات النفايات. لكن لورينزو بيرتيلي، مسؤول المسؤولية الاجتماعية للشركات في المجموعة، أدرك أن المبادرة يجب أن تتجاوز مجرد عرض المنتجات. ومن هنا، انطلقت الشراكة مع اللجنة الأوقيانوغرافية الحكومية الدولية التابعة لليونسكو لتعزيز المعرفة بالمحيطات بين الأجيال الشابة.

وتشدد سانتورو على أن الشراكة مع علامة تجارية عالمية مثل "برادا" لا تقتصر على التمويل (إذ يُخصص 1% من عائدات مجموعة Re-Nylon للمشروع)، بل تمتد إلى التأثير الهائل في التواصل. فبينما يمتلك حساب اليونسكو 3.3 مليون متابع، يصل عدد متابعي "برادا" إلى 34 مليوناً، مما يضمن وصول رسالة حماية المحيطات إلى جمهور أوسع بكثير.

أزمة المناخ والتلوث البلاستيكي: تهديد ثلاثي

بدأ الوعي العام بخطورة الوضع يتصاعد بين عامي 2016 و 2017، مع انتشار صور "جزر البلاستيك" المرعبة، وهي مناطق تلوث شاسعة بحجم دول بأكملها. وتشير تقديرات اليونسكو إلى أن أكثر من 170 تريليون قطعة وجزيء من البلاستيك تطفو حالياً في المحيطات. ويُلقى ما يعادل 2000 شاحنة قمامة مملوءة بالبلاستيك يومياً في المحيطات والأنهار والبحيرات.

إلا أن التلوث البلاستيكي ليس الخطر الوحيد؛ فالأزمة المناخية هي المشكلة الأهم. تضاعفت سرعة الاحترار خلال العقدين الماضيين، ما أدى إلى زيادة حموضة المحيط بنسبة 30%، وهو ما يهدد التنوع البيولوجي بشكل دائم. كما أن ارتفاع مستوى سطح البحر يفاقم من وتيرة الفيضانات في المدن الساحلية، مثل البندقية. وفي العام الماضي، سُجلت موجات حر بحرية غير مسبوقة في البحر الأبيض المتوسط، حيث وصلت درجة حرارة المياه إلى 29 درجة مئوية، ما يخل بالتوازن البيئي البحري بأكمله.

مستقبل التعليم ومدينة البندقية المهددة

نجح الجانب التعليمي من مبادرة "Sea Beyond" في إشراك حوالي 35 ألف طالب من 184 مدرسة ثانوية في 56 دولة. وتسعى اليونسكو إلى إدراج التوعية بالمحيطات في المناهج الدراسية للدول الأعضاء، وكانت البرازيل أول دولة تلتزم بذلك.

وافتتحت "برادا" واليونسكو هذا العام أول مركز إيطالي للمعرفة بالمحيطات في جزيرة سان سيرفولو بالبندقية. ويُعد اختيار البندقية رمزياً، نظراً لكونها نظاماً بيئياً فريداً ومهدداً. وتشير دراسات عام 2025 إلى أن المدينة قد تختفي بحلول عام 2100 بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر. كما تواجه البندقية تحديات أخرى، مثل انتشار سرطان البحر الأزرق الغازي القادم من أمريكا الشمالية، والذي يهدد الاقتصاد المحلي بافتراسه للمحار المستخدم في طبق "سباغيتي آلي فونغولي" الشهير.

الحاجة إلى "التمويل الأزرق"

تُقدر احتياجات تمويل حماية المحيطات بـ 175 مليار دولار سنوياً. وسيكون مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات، الذي تستضيفه نيس بفرنسا في الفترة من 9 إلى 13 يونيو، نقطة تحول، حيث ستكون قضية "التمويل الأزرق" (Blue Finance) على رأس جدول الأعمال. وتدعو سانتورو إلى المزيد من الشراكات الخاصة، مؤكدة أن الدول وحدها لا يمكنها تلبية احتياجات البحث الأوقيانوغرافي.

وعلى الرغم من التحديات، هناك أمل. ففي عام 2023، اعتمدت الأمم المتحدة أول معاهدة دولية لحماية أعالي البحار، بعد 20 عاماً من المفاوضات. هذه المناطق، التي تشكل 50% من سطح الكوكب، لم يكن لديها حماية محددة. وستدخل المعاهدة حيز التنفيذ بمجرد تصديق 60 دولة عليها، وقد أكدت 29 دولة بالفعل التزامها. ويُعد هذا الإطار القانوني الجديد خطوة تاريخية نحو مستقبل أفضل للمحيطات.

نبذة عن المؤلف

أندريه - صحفي رياضي، يغطي الرياضات الأمريكية. تتيح تقاريره عن مباريات NBA وNFL وMLB للقراء الغوص في عالم الرياضة الأمريكية المثير.