
في كلمات قليلة
تسعى الدول الأوروبية بنشاط لاجتذاب الباحثين الأمريكيين الذين يواجهون قيوداً في التمويل بالولايات المتحدة. تهدف هذه الجهود إلى تعزيز مكانة أوروبا العلمية، لكنها تسلط الضوء أيضاً على التحديات الداخلية المتعلقة بالتمويل والرواتب داخل أوروبا.
تسعى الدول الأوروبية بشكل حثيث لاستقطاب الباحثين المتميزين من الولايات المتحدة، وذلك في ظل التخفيضات الكبيرة في ميزانيات البحث العلمي التي شهدتها أمريكا خلال إدارة دونالد ترامب.
يلاحظ جبرائيل سولانز، الباحث في الحضارة الأمريكية، أن "الدول الأوروبية تحاول، كل على حدة، استقطاب العقول التي قد تغادر الولايات المتحدة".
وتجسدت هذه الجهود في مؤتمر كبير عُقد في جامعة السوربون تحت شعار "اختر أوروبا للعلوم" (Choose Europe for Science). تهدف هذه المبادرة، التي قدمها كبار المسؤولين الأوروبيين، إلى جعل القارة وجهة أكثر جاذبية للعلماء من وراء الأطلسي.
الجامعات الأوروبية بدورها تسعى لاستقطاب هؤلاء العلماء. على سبيل المثال، أطلقت جامعة إيكس-مارسيليا برنامج "ملاذ آمن للعلم" (Safe place for science) في مارس الماضي. يخصص هذا البرنامج 15 مليون يورو لاستضافة حوالي خمسة عشر باحثًا، مع ميزانية تتراوح بين 600 و800 ألف يورو لكل باحث على مدى ثلاث سنوات. تم تمويل هذا البرنامج بفضل "مؤسسة التميز" التابعة للجامعة، والتي تتلقى دعمًا من خطة الاستثمار الوطنية.
لكن سولانز يشير إلى أن الإمكانيات تتباين بين الكليات الفرنسية في استيعاب العلماء الأمريكيين. هذا التفاوت يثير بعض الجدل داخل الأوساط البحثية الفرنسية، حيث أن الباحثين الفرنسيين لا يتقاضون رواتب مماثلة لنظرائهم الأمريكيين، مما يسبب استياءً لديهم.