فرنسا تدق ناقوس الخطر: تفوق روسيا الصناعي العسكري يهدد أمن أوروبا

فرنسا تدق ناقوس الخطر: تفوق روسيا الصناعي العسكري يهدد أمن أوروبا

في كلمات قليلة

أبرز العرض العسكري الفرنسي في 14 يوليو تأخر أوروبا في مجال الطائرات بدون طيار مقارنة بروسيا. يحذر القادة الغربيون من أن القدرة الصناعية العسكرية الروسية الهائلة، التي تتجاوز إنتاج الناتو بأكمله، تشكل تهديدًا استراتيجيًا خطيرًا على الجناح الشرقي لأوروبا قد يتحقق قبل عام 2030.


كشف العرض العسكري الذي أقيم بمناسبة العيد الوطني الفرنسي في 14 يوليو عن حقيقة مقلقة للقادة العسكريين في باريس وأوروبا. فبينما استعرضت فرنسا آلاف الجنود ومئات المركبات المدرعة وعشرات الطائرات، لم يظهر في السماء سوى طائرتين بدون طيار: طائرة "ريبر" الكبيرة التي يتم التحكم بها من قاعدة كونياك، وطائرة "تندرا" الأصغر حجماً من إنتاج شركة "هيكسادرون".

قد لا تكون هذه الطائرات جذابة للتصوير مثل دبابة "لوكلير" أو مقاتلة "رافال"، لكن ندرتها في العرض ترمز إلى التأخر الكبير الذي تحتاج فرنسا وأوروبا عموماً إلى تعويضه في قطاع الأسلحة منخفضة التكلفة، خاصة في مواجهة روسيا التي وصفها رئيس أركان الجيش الفرنسي، الجنرال تييري بوركار، بأنها "تهديد حقيقي".

وفقًا للمراجعة الاستراتيجية الوطنية لعام 2025، تواصل موسكو إعادة تسليح جيشها بهدف زيادته بمقدار 300 ألف جندي و3000 دبابة و300 طائرة مقاتلة إضافية بحلول عام 2030، مشيرة إلى أن "إنفاقها العسكري يمثل ما يقرب من 40٪ من ميزانيتها".

هذا التهديد هو في جوهره صناعي. فقد عززت روسيا اقتصادها الدفاعي بشكل هائل، حيث تعمل مصانعها، القديمة والجديدة، بكامل طاقتها. حذر الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، قائلاً إن المصانع الروسية تنتج الآن "ثلاثة أضعاف الذخيرة في ثلاثة أشهر مقارنة بما ينتجه حلف الناتو بأكمله في عام واحد". أما بالنسبة للطائرات الانتحارية بدون طيار (FPV)، فيُقدر الإنتاج بمئات الآلاف، بل ملايين الوحدات سنوياً.

يرى القادة الأوروبيون أن أي وقف لإطلاق النار في أوكرانيا في هذه المرحلة سيكون محفوفًا بالمخاطر، لأنه سيسمح لروسيا بتكوين مخزون هائل من الأسلحة يمكنها استخدامه لاحقًا، ربما ضد دول الجناح الشرقي لحلف الناتو. وحذر الجنرال بوركار من أن روسيا "ستشكل تهديدًا حقيقيًا على حدودنا في الجناح الشرقي لأوروبا قبل عام 2030".

في هذا السياق، تلعب أوكرانيا دوراً حيوياً لحلفائها الغربيين. فالجيش الأوكراني لا يضعف الجيش الروسي ويستنزف معداته فحسب، بل يطور أيضًا حلولاً مبتكرة لمواجهة الأسلحة الروسية. هذه الحلول، مثل الطائرات بدون طيار القادرة على اعتراض الصواريخ، ستكون حيوية للدول الغربية في المستقبل. وإدراكًا لهذه الحقيقة، أعلنت شركة "رينو" الفرنسية، إحدى الشركات القليلة القادرة على إنتاج ذخائر مسيّرة منخفضة التكلفة بكميات كبيرة، عن خطط لإنشاء مصنع في أوكرانيا، ليس لإنتاج السيارات، بل لإنتاج الطائرات بدون طيار.

نبذة عن المؤلف

فيكتور - محلل سياسي ذو خبرة طويلة في وسائل الإعلام الأمريكية. تساعد مقالاته التحليلية القراء على فهم تعقيدات النظام السياسي الأمريكي.