حمى شيكونغونيا: "ألم مبرح في المفاصل". كيف تنتقل العدوى عبر "البعوض النمري" وما هي الأعراض المميزة؟

حمى شيكونغونيا: "ألم مبرح في المفاصل". كيف تنتقل العدوى عبر "البعوض النمري" وما هي الأعراض المميزة؟

في كلمات قليلة

تنتقل حمى شيكونغونيا عبر البعوض، وتتميز بآلام مبرحة ومُعطّلة في المفاصل. يشهد الفيروس انتشاراً متزايداً في المناطق المعتدلة، مع تسجيل مئات الحالات المحلية. لا يوجد علاج مضاد للفيروسات، ويحذر الأطباء من استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية في المرحلة الحادة بسبب خطر الأعراض طويلة الأمد.


تُعد حمى شيكونغونيا (Chikungunya) من الأمراض الفيروسية التي تنتقل بشكل أساسي عن طريق لدغات البعوض من جنس الزاعجة (Aedes)، وتحديداً الزاعجة المصرية (Aedes aegypti) وفي المناطق المعتدلة، البعوض النمري (Aedes albopictus). وبعد أن أحدثت الفاشية الأخيرة دماراً في مناطق مثل جزيرة لا ريونيون، يشهد انتشار الفيروس تزايداً في المناطق غير المدارية، حيث تم تسجيل أكثر من 380 حالة محلية منذ بداية شهر مايو.

يروي ديفيد، وهو طبيب أصيب بالفيروس، تفاصيل الأعراض المتعددة والمؤلمة. بدأت إصابته فجأة في منتصف الليل: «شعرت بآلام مبرحة في القدمين والكاحلين والساقين، وكأنني تعرضت للضرب المبرح حرفياً». وبما أن ديفيد يعيش في منطقة موبوءة وكانت زوجته وأطفاله قد أصيبوا قبل أسبوعين، فقد أدرك على الفور طبيعة مرضه.

تتشابه العديد من أعراض شيكونغونيا مع الفيروسات الأخرى، وتشمل حمى شديدة، وغثيان، وصداع، وإرهاق شديد، وآلام عضلية، وأحياناً التهاب الملتحمة. وقد يظهر طفح جلدي أحمر صغير ومثير للحكة على الجذع والذراعين والوجه. لكن السمة المميزة والأكثر إعاقة لشيكونغونيا هي آلام المفاصل الشديدة، خاصة في القدمين والكاحلين والركبتين واليدين والمعصمين.

أجبرت هذه الآلام ديفيد على البقاء في السرير لعدة أيام. ويصف المرحلة الحادة بأنها «عنيفة جداً، مثل الإنفلونزا القوية. لكن مع شيكونغونيا، حتى بعد انخفاض الحمى واختفاء الغثيان، تستمر آلام المفاصل». يشدد ديفيد على أن هذا الألم يختلف عن آلام العضلات المصاحبة للإنفلونزا، فهو «ألم يقع داخل المفصل، وحساس للضغط والحركة، ويشبه وصف التهاب المفاصل المتعدد، لكن دون علامات التهابية مرئية مثل التورم أو الاحمرار».

حتى بعد شهر من الإصابة، كان ديفيد لا يزال يعاني من «تصلب» صباحي، ويحتاج إلى فترة «تليين» في الصباح، مع استمرار الآلام الموضعية خلال النصف ساعة الأولى من المشي. كما لاحظ زيادة في الإجهاد العضلي.

ومن الخصائص الأخرى للفيروس هي «تجدد الآلام». فبعد ثلاثة أسابيع من الهجمة الأولى، عاود الألم ديفيد بشدة، حيث ارتفع من مستوى 2 إلى 5 أو 6 على مقياس الألم، مما استدعى تناول المسكنات مرة أخرى. ويوضح الأطباء أن ثلث المصابين يعانون من هذا التذكير المؤلم، لكن لا يُطلق على الحالة اسم «شيكونغونيا طويلة الأمد» إلا إذا استمرت الأعراض لأكثر من ثلاثة أشهر.

لا يوجد علاج مضاد للفيروسات خاص بشيكونغونيا، ويقتصر العلاج على تخفيف الأعراض باستخدام الباراسيتامول. ويحذر الأطباء بشدة من تناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) خلال المرحلة الحادة، حيث تشير التقارير إلى وجود علاقة محتملة بين تناولها وخطر ظهور أعراض طويلة الأمد.

مع انتشار البعوض النمري (Aedes albopictus) في مناطق جغرافية جديدة، يتوقع الخبراء أن هذا المرض، الذي كان مقتصراً على المناطق الاستوائية، سيواصل التوطن في المناطق المعتدلة. للحد من المخاطر، يُعد المرض من الأمراض الواجب الإبلاغ عنها، وتُتخذ إجراءات صارمة حول كل حالة جديدة، تشمل مكافحة البعوض في المنطقة المحيطة واتخاذ احتياطات خاصة لمنع المريض من نقل الفيروس إلى الآخرين.

نبذة عن المؤلف

يوري - صحفي متخصص في قضايا الأمن والدفاع في فرنسا. تتميز مواده بالتحليل العميق للوضع العسكري والسياسي والقرارات الاستراتيجية.