جولة ماكرون في جنوب شرق آسيا: استراتيجية فرنسا ودورها في الدفاع والتجارة

جولة ماكرون في جنوب شرق آسيا: استراتيجية فرنسا ودورها في الدفاع والتجارة

في كلمات قليلة

يقوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارات رسمية إلى فيتنام وإندونيسيا وسنغافورة لتعزيز استراتيجية فرنسا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. تهدف الزيارة إلى تطوير التعاون في مجالات الدفاع والاقتصاد والبحث العلمي، وتقديم فرنسا كشريك موثوق في المنطقة.


يبدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتباراً من الأحد جولة رسمية تشمل ثلاث زيارات دولة إلى فيتنام وإندونيسيا وسنغافورة. تهدف هذه الجولة، وفقاً لقصر الإليزيه، إلى تعزيز "استراتيجية فرنسا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ".

تهدف الزيارات التي تستمر أسبوعاً إلى ترسيخ مكانة باريس كشريك "موثوق" و"يحترم السيادة والاستقلال" في منطقة يصفها الإليزيه بأنها "محاصرة بين الولايات المتحدة والصين". يأتي ذلك في ظل "ضغوط قوية للغاية" تمارسها واشنطن عبر رسوم دونالد ترامب التجارية، وتصعيد بكين في "النزاعات الإقليمية".

يؤكد الإليزيه أن فرنسا ترغب في تقديم بديل في سياق دولي متوتر. نستعرض في هذا التقرير الرهانات الرئيسية لرحلة الرئيس الفرنسي إلى جنوب شرق آسيا.

زيارات تركز على الدفاع

يعتزم إيمانويل ماكرون التأكيد على الحضور الاستراتيجي لفرنسا في المنطقة خلال زياراته إلى فيتنام (الاثنين والثلاثاء)، إندونيسيا (الأربعاء والخميس)، وسنغافورة (الخميس والجمعة). أشار الإليزيه إلى أن الرئيس حدد رغبة فرنسا في إعادة الانخراط في منطقة المحيطين الهندي والهادئ منذ عام 2018، وهي استراتيجية يتبعها على مدى ولايتيه.

تكتسب جنوب شرق آسيا أهمية استراتيجية بالغة، حيث تعبرها طرق ملاحية حيوية كالمضيق ملقا. تجذب المنطقة اهتمام القوى الكبرى بشكل متزايد. في مواجهة هذه الديناميكية، تسعى فرنسا لتعزيز دورها، مدعومة بأراضيها ما وراء البحار وتعاونها الدفاعي في المنطقة.

يرغب الرئيس الفرنسي في تسليط الضوء على خبرات فرنسا بهدف توقيع عقود جديدة مع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان). في عام 2022، وقعت إندونيسيا صفقات كبرى مع فرنسا. تأمل باريس في التميز في الجانب العسكري. يدعم الإليزيه هذا التوجه بالقول إن دول آسيان تثق بفرنسا لأنها توفر "السيادة والاستقلال" المطلوبين.

في جاكرتا وسنغافورة، سيسعى ماكرون أيضاً لتوضيح موقف فرنسا بشأن الصراعات الدولية لتجنب "سوء التفاهم وعدم الفهم لموقف الشركاء الغربيين، بما في ذلك فرنسا" في النزاعات الحالية. يذكّر الإليزيه بأن باريس ترفض "أي ازدواجية في المعايير" بشأن بعض القضايا وتريد تقديم الوضع في أوكرانيا كمسألة "عالمية" تتجاوز "القضية الأوروبية وحدها".

اتفاقيات تجارية على الأجندة

يأمل إيمانويل ماكرون أيضاً في تعزيز الروابط الاقتصادية لفرنسا في المنطقة. يشير الإليزيه إلى أن هذه المنطقة التي يسكنها 700 مليون نسمة تمثل اليوم 4.5% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وتظل الأكثر ديناميكية اقتصادياً. يؤكد القصر الرئاسي على تماسك سياسة طويلة الأمد بدأت منذ الولاية الأولى للرئيس.

يجري إعداد عشرات الاتفاقيات والعقود في جميع القطاعات. تبرز فيتنام، المحطة الأولى، كمنصة تصنيع بديلة للصين، مستفيدة من تدفق الاستثمارات المنقولة من قبل مجموعات صينية تسعى لتجاوز الحواجز الجمركية الأمريكية.

تأمل باريس أيضاً في دفع العديد من المشاريع المتعلقة بالطاقات المتجددة يوم الثلاثاء، في إطار برنامج Global Gateway المدعوم من الاتحاد الأوروبي. وفي هذا السياق، يثير استئناف البرنامج النووي الفيتنامي، الذي تقرر في عام 2023، اهتماماً كبيراً. يؤكد الإليزيه أن "فرنسا مستعدة دائماً لتبادل خبراتها في هذا القطاع". يضاف إلى ذلك مشروع القطار فائق السرعة الذي يربط هانوي في الشمال بمدينة هو تشي منه في الجنوب، والذي تقدر تكلفة بنائه بـ 67 مليار دولار، وقد يصبح أكبر مشروع بنية تحتية في البلاد في السنوات القادمة.

الرغبة في التعاون البحثي العلمي

يرغب الرئيس الفرنسي أيضاً في تعزيز التعاون الجامعي والعلمي والتكنولوجي في المنطقة. يوضح الإليزيه: "نرغب في بناء تعاون بحثي وتعليم عالٍ متطور ومكثف للغاية مع هذه الدول". تأتي هذه التصريحات في سياق مؤتمر Global Gateway الذي نظم في أوائل مايو وشارك في رئاسته إيمانويل ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، بهدف جذب العلماء الأجانب إلى أوروبا.

محور قوي آخر لهذه الجولة سيكون الترويج للفرنكوفونية. تؤكد الرئاسة الفرنسية: "نحتاج إلى تعزيز هذا الركن لتوسيع فرص التبادل بطريقة معينة"، مستهدفة بشكل خاص إندونيسيا، "دولة قليلة السفر للطلاب إلى الخارج ويبلغ عدد سكانها أكثر من 270 مليون نسمة". تعول فرنسا أيضاً على تطوير اتفاقيات مع سنغافورة، وخاصة في "القطاعات الجديدة" مثل الذكاء الاصطناعي.

نبذة عن المؤلف

ماريا - صحفية في قسم الثقافة، تغطي الأحداث في عالم الفن والترفيه في فرنسا. تجد مقالاتها عن هوليوود، برودواي، والمشهد الموسيقي الأمريكي صدى لدى القراء.