
في كلمات قليلة
كشفت دراسة "كوبر" التي نشرت في The Lancet eBioMedicine عن تعقيدات متلازمة كوفيد طويل الأمد لدى الأشخاص الذين أصيبوا بحالات معتدلة أو بدون أعراض ولم يدخلوا المستشفى. شملت الدراسة حوالي 800 شخص وعالجت الفجوة البحثية الناتجة عن صعوبة متابعة هذه الفئة، مؤكدة على ضرورة فهم الأعراض المستمرة مثل الإرهاق واضطرابات الذاكرة.
لا يزال متلازمة ما بعد كورونا، أو ما يُعرف بـ "كوفيد طويل الأمد"، يمثل لغزاً معقداً للعلماء، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالأشخاص الذين لم يتم إدخالهم إلى المستشفى أثناء إصابتهم الأولية. ففي حين أن تداعيات الحالات الشديدة موثقة جيداً، فإن الآثار المترتبة على الأشكال المعتدلة أو حتى التي لم تظهر عليها أعراض لا تزال في الظل إلى حد كبير.
تتنوع أعراض هذه المتلازمة وتسبب الإرهاق الشديد، وتشمل اضطرابات الذاكرة، وضيق التنفس، وآلام العضلات، والأرق. وتستمر هذه الأعراض لأشهر، مما يؤثر بشكل كبير على نوعية حياة المرضى الذين لم يحتاجوا إلى رعاية طبية متقدمة في البداية.
يكمن السبب الرئيسي وراء هذا النقص في الأبحاث في المتابعة المتفرقة لهؤلاء المرضى، الذين غالباً ما يغيبون عن رادارات المراكز المتخصصة. هذا الغياب يجعل من الصعب تحليل الظاهرة على مستوى السكان العام.
هنا يأتي دور دراسة "كوبر" (Coper) الرائدة، التي أشرفت عليها الوكالة الوطنية الفرنسية لأبحاث الأمراض المعدية الناشئة (ANRS) ونُشرت في مجلة The Lancet eBioMedicine. سعت الدراسة إلى سد هذه الفجوة البحثية.
بين يونيو ونوفمبر 2022، تم تجنيد ما يقرب من 800 شخص أصيبوا بكوفيد-19 دون الحاجة إلى دخول المستشفى. نصف المشاركين تعافوا تماماً، بينما عانى النصف الآخر من أعراض مستمرة. وتؤكد نتائج "كوبر" على التعقيد الهائل والتعددية في أوجه "كوفيد طويل الأمد"، مما يدعو إلى ضرورة تكثيف الأبحاث والمتابعة المنهجية لجميع فئات المتعافين.