
في كلمات قليلة
يشهد معدل المواليد في فرنسا انخفاضًا تاريخيًا يعود لأسباب متعددة: تزايد عدد النساء اللواتي لا يرغبن في الإنجاب، صعوبات اقتصادية تؤخر أو تمنع تكوين الأسر، ارتفاع معدلات العقم المرتبط بعوامل بيئية وصحية وتأخر سن الأمومة، بالإضافة إلى صعوبة الوصول إلى تقنيات الإنجاب بمساعدة طبية رغم توسيع نطاقها قانونيًا.
يبدو أن «إعادة التسليح الديموغرافي» الذي يرغب فيه إيمانويل ماكرون بعيد المنال. يشهد عدد المواليد في فرنسا انخفاضًا مستمرًا منذ عشر سنوات. في عام 2023، وُلِد 663,000 طفل في فرنسا، وفقًا لبيانات المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية (Insee)، أي أقل بثلث مما كان عليه في عام 1971. أما مؤشر الخصوبة الظرفي – الذي يُفسر على أنه عدد الأطفال لكل امرأة إذا بقيت ظروف الخصوبة للسنة المعنية كما هي – فقد بلغ 1.62 طفل لكل امرأة في عام 2023، وهو أدنى مستوى تاريخي له.
يقول البروفيسور جان فرانسوا ديلفريسي، رئيس اللجنة الاستشارية الوطنية للأخلاقيات (CCNE)، لوكالة فرانس برس: «إن شيخوخة السكان المتسارعة وانخفاض معدل المواليد يضعان نموذج مجتمعنا موضع تساؤل». ومع ذلك، «لا مجال للقول إنه يجب إنجاب الأطفال»، يجب احترام «استقلالية» الأفراد في هذا الشأن. حاولت اللجنة فهم العوامل الكامنة وراء هذا الانخفاض في المواليد. إليك استنتاجات رأيها، المنشور يوم الخميس 4 أبريل.
لأن المزيد من النساء لا يرغبن في إنجاب الأطفال
تشير اللجنة الاستشارية الوطنية للأخلاقيات أولاً إلى ارتفاع «عدم الرغبة» في الإنجاب في المجتمع الفرنسي. وتستشهد باستطلاع أجراه معهد Ifop عام 2022، كشف أن 13% من النساء يؤكدن عدم رغبتهن في الإنجاب (مقابل 2.6% في عام 2006). «هذه الرغبة في عدم 'تكوين أسرة' تبدو دالة جدًا على القدرة المتزايدة للفرنسيات على التحرر من الإملاءات المتعلقة بالأبوة والأمومة، وبشكل أعم، من النموذج الذي يربط جوهريًا بين الأنوثة والأمومة»، كما فسر الباحث فرانسوا كراوس آنذاك على موقع المعهد.
تذكر اللجنة الاستشارية الوطنية للأخلاقيات «التطور الثقافي، ولا سيما مكانة المرأة في المجتمع» الذي يلعب، حسب رأيها، «دورًا حاسمًا في ديناميكيات الولادة». إن الوصول إلى التعليم وسوق العمل، والحق في التصويت واللجوء إلى الإجهاض الطوعي (IVG)، أو الاستخدام المبسط لوسائل منع الحمل، كلها عناصر «أدت إلى تحررهن من نواحٍ عديدة، لا سيما المالية والعلاقاتية والجنسية».
ترى الهيئة أن أخذ الاحتباس الحراري في الاعتبار يمكن أن يعزز هذا الاختيار أيضًا. وتكتب: «البعض يتحدث عن المسؤولية البيئية، والبعض الآخر عن القلق البيئي، مما يعكس جانبًا مزدوجًا: عدم إضافة ضغط بشري على الكوكب من ناحية، وعدم إنجاب أطفال في هذا العالم المقلق للغاية من ناحية أخرى».
لأن السياق الاقتصادي غير مواتٍ
هناك أشخاص لا يريدون أطفالاً، ولكن هناك أيضًا من يمتنعون عن ذلك لأسباب اقتصادية، وفقًا للجنة. أوضحت آن سولاز، الخبيرة الاقتصادية في المعهد الوطني للدراسات الديموغرافية، لصحيفة Sud-Ouest في عام 2024 أنه «عند البحث عن الأسباب، فإن ما يأتي في المقدمة يتعلق بالشكوك المرتبطة بالصعوبات الاقتصادية والتضخم. وهذا يؤخر حتماً مشاريع الحمل لدى الأزواج».
«الصعوبات التي يواجهها العديد من الشباب حاليًا في الحصول على وظيفة مستقرة وذات أجر كافٍ للحصول على سكن يتوافق مع قدوم طفل تساهم في التخلي أو التأجيل التدريجي لمشاريع الأبوة والأمومة»، تلخص الهيئة الاستشارية بناءً على استطلاعات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OCDE) والتحليلات السوسيولوجية.
لذلك، توصي اللجنة الاستشارية الوطنية للأخلاقيات بدعم الأشخاص الذين يرغبون في إنجاب الأطفال من خلال تعزيز السياسات العامة لتطوير وسائل رعاية الأطفال وتحسين التوازن بين الحياة الأسرية والحياة المهنية.
لأن العقم يتزايد لعدة أسباب
تذكر اللجنة أن الأزواج يواجهون أيضًا «عقبات طبية» لإنجاب طفل. وفقًا لتقرير صادر عن وزارة الصحة نُشر في عام 2022، فإن العقم «يؤثر بشكل مباشر على 3.3 مليون شخص - وهو رقم آخذ في الازدياد». يمكن أن تؤثر عدة عناصر على الخصوبة، مثل البيئة والصحة العامة ونمط الحياة. على سبيل المثال، تعد السمنة والتلوث ووجود disruptifs endocriniens (مسببات اختلال الغدد الصماء) في عدد كبير من المنتجات المتاحة للاستهلاك من عوامل العقم المعروفة.
بالإضافة إلى الأسباب الوراثية والهرمونية، يفسر تأخر سن الأمومة أيضًا انخفاض الخصوبة. تؤكد اللجنة: «بينما كان [متوسط عمر الأم عند الولادة الأولى] 26.1 عامًا في 1975، كان 31 عامًا في 2022 و 2023». ومع ذلك، تتناقص خصوبة المرأة اعتبارًا من سن 30، وأكثر من ذلك بعد سن 35. لذلك يجب تعزيز البحث الطبي الحيوي للتوجه نحو «نهج أكثر تخصيصًا للعقم»، وتوصي الهيئة أيضًا بـ«تسهيل الوصول إلى الحفظ الذاتي للبويضات أو الحيوانات المنوية»، مع توفير «الموارد البشرية والمادية» للمراكز لممارسة هذا النشاط.
لأن الإنجاب بمساعدة طبية (PMA) ليس متاحًا دائمًا
يعد الإنجاب بمساعدة طبية (PMA) أحد الحلول المنصوص عليها في القانون الفرنسي المتعلق بأخلاقيات علم الأحياء في حالة مواجهة صعوبة في إنجاب طفل. جاء قانون 2021 لتوسيع نطاق الوصول إلى هذا الحل، «ولكن مع ذلك لم تزد الموارد المخصصة وقدرة المراكز، ومن هنا التشبع الحالي لهذه المراكز»، تشير اللجنة الاستشارية الوطنية للأخلاقيات، موضحة أن «عدد المؤسسات المعتمدة ثابت منذ عدة سنوات».
تتناول الهيئة أيضًا عدم المساواة الإقليمية: «من الضروري التساؤل حول الحاجة إلى تشجيع فتح مراكز جديدة، لا سيما في المناطق الأكثر حرماناً». لكن اللجنة تخفف من فعالية الإنجاب بمساعدة طبية، مذكرة بأنه ليس الحل السحري: «قد يكون لإمكانية الوصول إلى الإنجاب بمساعدة طبية تأثير تصحيحي صغير فقط على معدلات الخصوبة».