
في كلمات قليلة
أعلنت شبكة فرانس تيليفيزيون عن تعيين الصحفية ليا سلامة مقدمة لنشرة الأخبار الرئيسية المسائية "لو فانتر" (Le 20 heures) على قناة فرانس 2، خلفاً لآن صوفي لاباكس. هذا التعيين يمثل ذروة مسيرة سلامة المهنية التي بدأت كمتدربة وتضمنت محطات بارزة في iTélé وإذاعة فرانس إنتر.
أكدت شبكة فرانس تيليفيزيون (France Télévisions) رسمياً تعيين الصحفية المخضرمة ليا سلامة، البالغة من العمر 45 عاماً، لتقديم نشرة الأخبار الرئيسية المسائية "لو فانتر" (Le 20 heures) على قناة فرانس 2. يأتي هذا القرار ليضع سلامة في أحد أكثر المناصب الإعلامية المرموقة في فرنسا، لتحل محل آن صوفي لاباكس التي اختارت التفرغ لبرنامجها "C dans l’air".
بداية المسيرة وتدريب تحت إشراف العمالقة
بدأت سلامة مسيرتها المهنية كمتدربة في قناة Public Sénat، بتوجيه من والدها، حيث التقت بالصحفي المخضرم جان بيير إلكاباش. اعترفت سلامة لاحقاً بأنها كانت "مرعوبة" من إلكاباش، الذي وصفته بأنه "متطلب"، لكنها أكدت أنها تدين له بالكثير من نجاحها المهني. وعلى الرغم من بعض الخلافات في البداية، ظل إلكاباش مرشداً لها، معبراً عن فخره بمسيرتها.
من iTélé إلى الجدل الإعلامي
في عام 2010، انضمت سلامة إلى قناة iTélé، حيث قدمت برنامج "Ça se dispute" (هذا محل خلاف)، الذي اشتهر باستضافته لمناظرات حادة. وخلال هذه الفترة، وقعت حادثة زادت من شعبيتها عندما التقط الميكروفون المفتوح تعليقاً شخصياً لها في عام 2013، حيث قالت: "لقد ارتديت قميصاً بفتحة صدر واسعة". هذه اللحظة المحرجة انتشرت على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
بين عامي 2014 و2016، عملت سلامة كمحللة في برنامج "On n’est pas couché" (لم ننم بعد) على فرانس 2. وتميزت هذه الفترة بمواجهة شهيرة ومحتدمة مع السياسي إريك زمور، زميلها السابق في iTélé. حيث استجوبته بقوة حول مقطع في كتابه اعتبرته فاضحاً، وسألته مباشرة: "هل أنقذ بيتان يهود فرنسا؟ أجب بنعم أو لا"، ليجيب زمور بـ "نعم".
النجاح الإذاعي والقرار السياسي المفاجئ
بالتوازي مع عملها التلفزيوني، كانت سلامة نجمة في إذاعة فرانس إنتر (France Inter)، حيث شاركت في تقديم البرنامج الصباحي "7/9". في عام 2018، استضافت وزير البيئة نيكولا هولو، الذي أعلن على الهواء مباشرة استقالته المفاجئة من الحكومة، قائلاً: "سأتخذ أصعب قرار في حياتي لأول مرة. لا أريد أن أكذب على نفسي بعد الآن". وعلى الرغم من الجدل الذي أثير حول فيديو لاحق يظهرها هي وزميلها وهما يحتفلان بـ "لحظة النعمة" الإذاعية، فقد أعربت سلامة لاحقاً عن ندمها على نشره.
تحديات المستقبل
منذ عام 2022، تقود سلامة بنجاح برنامجها الحواري "Quelle époque!" (أي عصر!) الذي يحقق نجاحاً كبيراً. ومع توليها مسؤولية نشرة "لو فانتر"، تواجه سلامة تحدياً مزدوجاً يتمثل في كيفية التوفيق بين تقديم النشرة اليومية وبرنامجها الأسبوعي. والأهم من ذلك، يبرز التحدي الأخلاقي المتعلق بشريك حياتها، رافائيل غلوكسمان، الذي قد يترشح للانتخابات الرئاسية لعام 2027، وهو ما سيتطلب منها اتخاذ قرار حاسم بشأن حيادها المهني.