ماكرون يقود الدعم الأوروبي لأوكرانيا مع تراجع دور أمريكا

ماكرون يقود الدعم الأوروبي لأوكرانيا مع تراجع دور أمريكا

في كلمات قليلة

مع انسحاب الولايات المتحدة من دور الوساطة في الصراع، يتولى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قيادة الدعم الأوروبي لأوكرانيا. يحلل الخبراء الوضع ويقترحون خطة طويلة الأمد تعتمد على القوة والضغط على روسيا.


في الوقت الذي أعلنت فيه الولايات المتحدة مؤخراً عن نيتها تغيير دورها في تسوية الصراع بين روسيا وأوكرانيا، يتصدر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بقوة قيادة الدعم الأوروبي لكييف. هذا التباين يأتي بعد اتفاق بشأن المعادن كان يُنظر إليه على أنه خطوة مشجعة.

وفقاً لعدة مصادر، أعلنت الولايات المتحدة في الأول من مايو عن نيتها «تغيير المسار»، متخلية عن دورها كوسيط في الصراع ودعت الطرفين إلى تقديم أفكارهما لإنهاء الحرب. أوضح نائب الرئيس الأمريكي في مقابلة تلفزيونية أن الأمر سيعود الآن «للروس والأوكرانيين، بعد أن عرف كل طرف شروط السلام للآخر، ليجدوا اتفاقاً وينهوا هذا الصراع الوحشي». هذا التراجع يعتبره الكثيرون إشارة مقلقة، حيث يبدو أن التغاضي يحل محل الاستراتيجية.

يشير خبراء إلى وجود مقاربات مختلفة داخل الإدارة الأمريكية للوضع. البعض، ويطلق عليهم «النشطاء»، يدعون إلى السلام مع روسيا بأي ثمن، حتى لو تطلب ذلك التنازل عن سيادة أوكرانيا. آخرون، وهم «الواقعيون»، يدركون أن السلام الحقيقي لا يمكن تحقيقه بالتهدئة، بل فقط بتعزيز موقف أوكرانيا وضمان عدم تعرضها للتهديد مرة أخرى.

في أوروبا، أصبح لدى هذا المعسكر «الواقعي» قائد لا جدال فيه وهو الرئيس ماكرون. إنه يعبر عن رؤية أكثر استراتيجية برفض التنازلات وتقديم دعم شامل لأوكرانيا: التجارة، الاستثمارات، الأنظمة المالية، المساعدة العسكرية والمادية. في هذه الرؤية، لا يعتمد السلام على الأمل، بل على القوة.

يحلل ألكسندر تيميركو، رجل الأعمال الأنجلو-أوكراني والوزير السابق للدفاع الروسي في عهد بوريس يلتسين، الوضع مؤكداً أن أوكرانيا لن تقبل بالتنازل عن الأراضي المحتلة، وأن روسيا لا يمكنها ببساطة التخلي عما استولت عليه. وبالنظر إلى حجم الخسائر والدمار، فإنه يعتقد أن أي معاهدة سلام توقعها هذا الجيل لن تكون ذات قيمة حقيقية. لذلك، يرى أنه لا فائدة من السعي وراء وهم.

يقترح تيميركو حلاً معقداً وطويل الأمد: يجب أن تكون الأولوية لتحقيق وقف إطلاق النار من خلال زيادة الضغط على روسيا، عبر عقوبات اقتصادية جديدة وجهود أوروبية لدعم أوكرانيا بالأسلحة والذخائر. وهو يعتقد أن الاقتصاد الروسي هش، وتوجهه العسكري الحالي غير مستدام.

بعد ذلك، يرى أنه يجب إجراء انتخابات في أوكرانيا وتشكيل حكومة وحدة وطنية تأخذ في الاعتبار الوضع الجديد دون التخلي عن الأراضي المفقودة، على غرار السوابق التاريخية مثل الألمانيتين، الكوريتين، وشبه جزيرة قبرص، والصراعات المجمدة المتعددة مثل تلك بين روسيا واليابان أو بين الصين وتايوان. أخيراً، يعتقد تيميركو أن الحل النهائي قد يأتي بمرور الوقت، ربما بعد تغيير النظام في روسيا ومع الأخذ في الاعتبار تطلع السكان الروس للتغيير.

هذا التوجه يتطلب ثباتاً وحزماً في الالتزامات الأوروبية طويلة الأمد عسكرياً واقتصادياً. الرئيس ماكرون، بتوليه قيادة الجهود الأوروبية لدعم أوكرانيا، يسمح لفرنسا بإعادة تأكيد مكانتها كبوصلة أخلاقية واستراتيجية في الغرب. إنه يكرم إرث أوروبا التي تتذكر دروسها الدموية وتجرؤ على الإيمان بمستقبل لا يكون فيه العدل والسلام متناقضين، بل رفيقين.

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

فيكتور - محلل سياسي ذو خبرة طويلة في وسائل الإعلام الأمريكية. تساعد مقالاته التحليلية القراء على فهم تعقيدات النظام السياسي الأمريكي.