
في كلمات قليلة
حذر بيتر راف، المستشار السابق في إدارة بوش، من أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جاد في تهديده بفرض عقوبات ثانوية قاسية على روسيا إذا لم تنهِ الحرب في أوكرانيا. ووفقًا لراف، فإن هذه العقوبات ستضع الاقتصاد الروسي تحت ضغط هائل، مما سيجبر بوتين على اتخاذ 'قرارات صعبة ومؤلمة'.
حذّر بيتر راف، الباحث البارز في معهد هدسون والمستشار السابق في إدارة الرئيس جورج دبليو بوش، من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يواجه "قرارات صعبة ومؤلمة حقًا" في المستقبل القريب. يأتي هذا التحذير في ضوء المهلة النهائية التي حددها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا، والتي تم تقليصها بشكل كبير من خمسين يومًا إلى عشرة أيام فقط.
وفقًا لراف، فإن تهديد ترامب بفرض عقوبات ثانوية على الدول التي تواصل شراء المنتجات الروسية يجب أن يؤخذ على محمل الجد. وقال الخبير في السياسة الخارجية الأمريكية: "عندما يطلق رئيس مثل ترامب إنذارًا ويؤكد أنه سيتخذ إجراءات اقتصادية إذا لم تُظهر روسيا أي بادرة انفتاح نحو وقف إطلاق النار، فهو قادر تمامًا على تنفيذ تهديداته". ووصف راف هذا الوضع بأنه "قنبلة موقوتة" للاقتصاد الروسي.
وأوضح راف أن استراتيجية ترامب تجاه أوكرانيا قد تطورت. في البداية، ركز على الدبلوماسية، وشجع على محادثات وقف إطلاق النار بوساطة تركية، لكن هذه الجهود لم تسفر عن نتائج ملموسة. ونتيجة لذلك، انتقل ترامب إلى نهج مزدوج: الأول هو السماح بالبيع المباشر للمعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا، والثاني هو التهديد الاقتصادي بفرض عقوبات ثانوية تهدف إلى إضعاف الميزانية الروسية وقدرتها على تمويل الحرب. الهدف من ذلك هو تغيير الحسابات الاستراتيجية للكرملين، الذي لم يُظهر حتى الآن رغبة حقيقية في التفاوض.
على الصعيد الاقتصادي، يرى راف أن روسيا في وضع حرج. فهي تعاني بالفعل من تجاوز نفقاتها لإيراداتها، ولا تستطيع الوصول إلى الأسواق المالية الدولية، كما أن الصين لم تبد استعدادًا لتقديم الدعم المالي. تواجه روسيا معضلة اقتصادية كلية: إما زيادة الضرائب أو خفض الإنفاق، مع العلم أن 40% من الإنفاق العام مخصص للدفاع. ويؤكد راف أن "روسيا ستصل حتمًا إلى نقطة الانهيار إذا قرر دونالد ترامب تشديد العقوبات الاقتصادية".
عسكريًا، على الرغم من أن القوات الروسية تحقق تقدمًا بطيئًا في أوكرانيا، إلا أنها تتكبد خسائر فادحة وتعتمد بشكل متزايد على دعم حلفاء مثل كوريا الشمالية وإيران والصين لتوفير الذخيرة والمعدات. بدون هذا الدعم، قد لا تتمكن روسيا من الحفاظ على وتيرة عملياتها الحالية.
وفيما يتعلق بالعلاقات الشخصية، أشار راف إلى أن مكانة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد ارتفعت في نظر ترامب، بينما تراجعت مصداقية بوتين. فبينما أظهر زيلينسكي مرونة وتبنى الاستراتيجيات الأمريكية، اكتفى بوتين بـ"الكلمات الطيبة دون أفعال ملموسة"، مما أضعف موقفه لدى البيت الأبيض.
وخلص الخبير إلى أن ترامب يسعى حاليًا من خلال زيادة الضغط إلى اختبار الحد الأدنى من المطالب التي قد تقبل بها موسكو لإنهاء الحرب. الهدف هو دفع بوتين إلى مراجعة حساباته وخفض سقف مطالبه، على أمل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في هذا الصراع المدمر.