
في كلمات قليلة
أثرت التوترات بين الهند وباكستان على حركة الطيران الدولية، مما أدى إلى إلغاء وتغيير مسارات عشرات الرحلات. شركات الطيران تتجنب المجال الجوي الباكستاني. تثير هذه التطورات مخاوف بشأن سلامة الطيران وتسبب خسائر مالية لباكستان.
تسبب التوتر المسلح بين الهند وباكستان في اضطرابات كبيرة في حركة الطيران الدولية. فبسبب تصاعد النزاع، تم إلغاء أو تحويل مسار عشرات الرحلات الجوية الدولية فوق المجال الجوي الباكستاني.
اضطرت العديد من شركات الطيران الكبرى في آسيا وأوروبا، بما في ذلك الخطوط الجوية التايلاندية (Thai Airways)، وإيفا إير (EVA Air)، وإير فرانس (Air France)، إلى تكييف خطط رحلاتها لتجنب استخدام المجال الجوي الباكستاني.
منذ الساعات الأولى لتصاعد التوتر، أظهرت منصات تتبع الرحلات الجوية أن السماء فوق باكستان كانت شبه خالية. وبحلول منتصف اليوم، تم إلغاء 52 رحلة متجهة إلى البلاد أو قادمة منها. كما اضطر حوالي ثلاثين رحلة أخرى لتغيير مسارها، مما أثر على خطوط الربط بين أوروبا وجنوب شرق آسيا.
كإجراء احترازي، اختارت عدة شركات طيران آسيوية تعديل مساراتها. حولت شركة إيفا إير مسار رحلة فيينا-تايبيه، والتي باتت الآن تتطلب توقفاً طويلاً. أما الخطوط الجوية الكورية (Korean Air)، فقد أصبحت تتجنب باكستان بالمرور عبر جنوبها مروراً بميانمار وبنغلاديش. وغيرت الخطوط الجوية التايلاندية رحلاتها المتجهة إلى أوروبا منذ الفجر. وفي تايوان، تعيد شركة تشاينا إيرلاينز (China Airlines) برمجة رحلاتها إلى لندن وفرانكفورت وروما، حيث تتطلب بعضها الآن توقفات فنية في براغ أو بانكوك.
منذ فترة، أعلنت شركتا إير فرانس ولوفتهانزا تعليق التحليق فوق الأراضي الباكستانية «حتى إشعار آخر». ونتيجة لذلك، زادت مدة الرحلات المتجهة إلى تايلاند وسنغافورة وهو تشي منه (فيتنام)، ويتطلب الأمر تعديلاً في رحلات الربط. ووعدت شركة سويس (Swiss)، التابعة للوفتهانزا، بإعادة حجز مجانية للمسافرين الذين يفوتون رحلات الربط الخاصة بهم.
هذا النزاع في المجال الجوي يؤثر أيضاً بشكل مباشر على قطاع الطيران الباكستاني نفسه. فباكستان، التي تحصل على رسوم عبور تقدر بمئات الدولارات لكل رحلة، قد تشهد انهياراً في إيراداتها. ومع احتياطيات نقد أجنبي محدودة تغطي بالكاد شهرين من الواردات، قد يكون النقص في الإيرادات حرجاً للغاية.
إلى جانب التكاليف التشغيلية، تعرب شركات الطيران عن قلقها بشأن السلامة أثناء الطيران. تحذر جمعية شركات الطيران الآسيوية والمحيط الهادئ من المخاطر المتزايدة المتعلقة بانتحال إشارات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS spoofing)، وهي تقنية للتلاعب ببيانات الملاحة قد تؤدي إلى تحويل الطائرات إلى مناطق حساسة.
في ظل التوترات المتزايدة بين الهند وباكستان، يُنصح المسافرون بتوخي الحذر الشديد عند السفر إلى المنطقة. رغم أن بعض المناطق لا تزال متاحة، إلا أن الوضع الحالي يتطلب احتياطات صارمة.
لا يُنصح رسمياً بزيارة بعض المناطق في الهند بسبب الوضع الأمني غير المتوقع. ويشمل ذلك، على وجه الخصوص، إقليم جامو وكشمير، بالإضافة إلى المناطق الواقعة على بعد أقل من 10 كيلومترات من الحدود الباكستانية في ولايات غوجارات، بنجاب، وراجستان، وذلك لوجود ألغام أرضية وذخائر غير منفجرة.
إعلان