
في كلمات قليلة
أقرت فرنسا قانوناً يسمح بـ "المساعدة على الموت". يعتبر خبراء مثل البروفيسور غيوم كوشيه هذا القرار "قطيعة أنثروبولوجية عميقة". القانون هو نتيجة نقاشات استمرت لسنوات ويثير جدلاً حول تداعياته الأخلاقية والاجتماعية.
أقرّت فرنسا مؤخراً قانوناً يسمح بما يسمى "المساعدة على الموت"، في خطوة تاريخية للبلاد أثارت جدلاً واسعاً على مختلف المستويات.
يرى بعض الخبراء، مثل أستاذ التاريخ المعاصر غيوم كوشيه، أن هذا القانون يمثل "قطيعة أنثروبولوجية عميقة". ويوضح أنه على الرغم من أن المجتمع قد لا يشعر بتأثير القرار بشكل فوري ومفاجئ، فإن هذا التشريع هو تتويج لسنوات طويلة من النقاش حول قضايا نهاية الحياة والموت الرحيم. بدأ الجدل حول حق الموت بكرامة في فرنسا منذ سبعينيات القرن الماضي، ومرّ بمراحل مختلفة، بما في ذلك قوانين سابقة تناولت الرعاية التلطيفية.
يشير المحللون إلى تحول في تغطية وسائل الإعلام لهذه القضية؛ فبعد أن كانت تركز في الماضي على دعم تطوير الرعاية التلطيفية، أصبحت في العقود الأخيرة تميل أكثر نحو تأييد تشريع الموت الرحيم والمساعدة على الانتحار.
جاء إقرار القانون مصحوباً بنقاشات سياسية واجتماعية حادة، حيث عبّرت العديد من الجهات عن مواقف متباينة. فقد عارض ممثلو الأديان الرئيسية هذا التشريع بشدة، مؤكدين على حرمة الحياة وخطورة التدخل في مسار الموت الطبيعي، محذرين من العواقب المحتملة على الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع.
يدافع مؤيدو القانون عن حق الفرد في تقرير مصيره والتخلص من المعاناة التي لا تُحتمل في نهاية الحياة. في المقابل، يحذر المعارضون من إساءة استخدام القانون وتغير نظرة المجتمع لقيمة الحياة الإنسانية، معتبرين أن القانون يمثل بالفعل "قطيعة أنثروبولوجية".