قضايا هزت فرنسا: كيف غيرت "جاكلين سوفاج" واختفاء الشابات مسار محققين ومحامين

قضايا هزت فرنسا: كيف غيرت "جاكلين سوفاج" واختفاء الشابات مسار محققين ومحامين

في كلمات قليلة

يتناول تقرير تلفزيوني فرنسي شهادات مؤثرة لمهنيين عملوا على قضايا جنائية كبرى، بما في ذلك ضابط شرطة سابق يتحدث عن أصعب تحقيق في حياته حول اختفاء أربع شابات، وصحفي ساهم في إعادة فتح قضية "المختفيات من يون"، ومحامية تروي تجربتها في الدفاع عن جاكلين سوفاج التي قتلت زوجها المسيء.


تستضيف الشاشة الفرنسية قصصاً من قلب العدالة الجنائية، حيث جمع برنامج حواري شهير ثلاثة من أبرز المهنيين الذين عايشوا قضايا هزت الرأي العام الفرنسي. وخلال الحلقة، استعرض ضيوف البرنامج شهاداتهم حول الأحداث التي تركت بصمة لا تُمحى في مسيرتهم المهنية والشخصية.

اختفاء أربع شابات: التحقيق الذي غيّر حياة ضابط شرطة

استعاد روموالد مولر، الرئيس السابق للشرطة القضائية في ليل ومدير التعاون الأمني الدولي في بغداد، تفاصيل التحقيق الذي وصفه بأنه "الأكثر تأثيراً في مسيرته". وتناول مولر قضية اختفاء أربع شابات، كنّ شقيقتين تتراوح أعمارهن بين 16 و 20 عاماً، خلال أمسية احتفالية. وقد وقعت هذه المأساة عندما كان الضابط يبلغ من العمر 33 عاماً.

"شعرت على الفور بأن هذا الملف سيكون خارجاً عن المألوف. جعلت هذا التحقيق أولويتي، وكان واجبي هو العثور على الجثث لإعادتها إلى أمهاتهن. هناك ما قبل وما بعد هذا الأمر في حياتي"، صرّح مولر.

وأشار مولر، الذي خصص كتاباً لهذه القضية، إلى أنه أراد تكريم الضحايا الأربع وأمهاتهن، اللاتي وصفهن بـ "الأمهات الشجاعات" اللاتي أثرت كرامتهن فيه بعمق.

صحافة التحقيق في مواجهة الجريمة

من جانبه، واجه الصحفي الاستقصائي جاك براديل، وهو كاتب ومقدم برامج تلفزيونية وإذاعية، قضية أخرى لا تقل إثارة للصدمة. وأكد براديل أن دافعه ليس "الميل إلى المروع أو الدم أو العنف"، بل "الميل إلى فك شفرة القضايا البوليسية". وقد ساهم براديل بشكل كبير في إعادة فتح التحقيق في قضية إميل لوي وفضيحة "المختفيات من يون".

وأوضح: "بفضل برنامجنا ونداءاتنا للشهود، تمكن التحقيق من الانطلاق مجدداً... إنها إحدى القضايا التي تركت أعمق الأثر في نفسي". وأعرب عن احترامه العميق لعمل المحققين الميدانيين: "هم من يواجهون حقيقة الجريمة".

معركة "جاكلين سوفاج" والضغط الإعلامي

تطرقت المحامية جانين بوناجيونتا، المتخصصة في القانون الجنائي، إلى الجانب الإنساني لعملها في الدفاع عن النساء ضحايا العنف. وذكرت أن قضيتين تركتا بصمة لا تُمحى في حياتها: قضية ألكسندرا لانج، التي بُرئت بعد قتل زوجها دفاعاً عن النفس، وقضية جاكلين سوفاج التي لن تنساها أبداً.

أصبحت قضية جاكلين سوفاج، التي قتلت زوجها بعد عقود من الإساءة، معروفة عالمياً بسبب التغطية الإعلامية الواسعة ونتائج المحاكمة. وأشارت بوناجيونتا إلى أن التغطية الإعلامية تفرض ضغطاً إضافياً، مما يتطلب من المحامي "ارتداء درع" لحماية نفسه من التأثر الشخصي.

"بالنسبة لي، كل ملف هو معركة من أجل حياة موكلاتي، ويتحول أيضاً إلى معركة شخصية"، اختتمت المحامية.

نبذة عن المؤلف

كريستينا - صحفية تكتب عن التنوع الثقافي في فرنسا. تكشف مقالاتها عن الخصائص الفريدة للمجتمع الفرنسي وتقاليده.