قيود ترامب على قبول الطلاب الأجانب في هارفارد تثير الذعر بين الطلاب الصينيين

قيود ترامب على قبول الطلاب الأجانب في هارفارد تثير الذعر بين الطلاب الصينيين

في كلمات قليلة

قامت إدارة ترامب بسحب حق جامعة هارفارد في قبول طلاب أجانب، مما أثار حالة من الذعر بين الطلاب الدوليين، وخاصة الصينيين. يندرج هذا القرار ضمن نزاع أوسع بين إدارة ترامب والجامعات الأمريكية المرموقة، ويأتي وسط توترات متصاعدة بين الولايات المتحدة والصين.


اتخذت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إجراءات جديدة وصارمة ضد جامعة هارفارد المرموقة، شملت سحب حقها في استضافة الطلاب الأجانب. أثار هذا القرار موجة من القلق والذعر بين الطلاب الدوليين، خاصة من الصين، الذين لطالما اعتبروا الجامعات الأمريكية منارة للحرية والتميز الأكاديمي.

يُمثّل هذا التصعيد المفاجئ تطوراً حاداً في الخلاف طويل الأمد بين دونالد ترامب والجامعة الأمريكية العريقة، ويأتي في وقت تشهد فيه العلاقات بين واشنطن وبكين أقصى درجات التوتر. على الرغم من تراجع أعداد الطلاب الصينيين في الجامعات الأمريكية خلال السنوات الأخيرة، إلا أن العام الدراسي 2023-2024 شهد وجود حوالي 280 ألف طالب صيني في الولايات المتحدة. وفي جامعة هارفارد وحدها، يدرس ما يقرب من 1300 طالب صيني وفقاً للأرقام الرسمية.

شياوفنغ وان، مستشار متخصص في مساعدة الطلاب على الالتحاق بأفضل الجامعات الأمريكية، قال إنه تلقى مكالمات هاتفية من عملاء يشعرون بالهلع طوال المساء بعد سماع الخبر. وأوضح قائلاً: "تلقيت أسئلة ليس فقط من العائلات، بل أيضاً من مستشاري التعليم في الصين، بما في ذلك مدراء المدارس الثانوية. لقد كانوا جميعاً في حالة صدمة من الخبر، ولم يصدقوه".

في شوارع بكين، عبّر شباب يأملون في الدراسة بالولايات المتحدة عن مخاوفهم من أن تصبح طموحاتهم الأكاديمية معرضة للخطر الآن. اعترفت جنيفر، طالبة تبلغ من العمر 20 عاماً وكانت تخطط للدراسة في الولايات المتحدة الخريف المقبل، قائلة: "أشعر ببعض الذعر بصراحة". على الرغم من أنها لم تكن تنوي الالتحاق بجامعة هارفارد تحديداً، إلا أنها تخشى أن "تخفيضات الميزانية والقيود على القبول تشمل جميع الجامعات في الولايات المتحدة، بغض النظر عن الجامعة التي ستلتحق بها".

تخشى جنيفر من أن تؤثر سياسات دونالد ترامب على فرص قبولها حتى في جامعة ولاية أوهايو، التي كانت قد أعلنت الشهر الماضي أن الحكومة الفيدرالية ألغت تأشيرات سبعة على الأقل من طلابها الدوليين. وأضافت: "أشعر أنا وزملاؤي أنه لا يوجد حل جيد لهذه المشكلة على وجه الخصوص، سوى الشعور بالتشاؤم".

شنت إدارة ترامب هجوماً واسع النطاق على التعليم العالي في الولايات المتحدة، متهمة أرقى الجامعات الخاصة، لا سيما هارفارد، بالسماح بمعاداة السامية بالازدهار وعدم حماية الطلاب اليهود بشكل كافٍ خلال المظاهرات المرتبطة بالصراع في غزة. وزعمت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم أيضاً أن قرار الخميس الماضي ضد هارفارد سيُحاسب الجامعة على "التنسيق مع الحزب الشيوعي الصيني داخل حرمها الجامعي"، دون تقديم تفاصيل.

وصفت جامعة هارفارد هذا الإلغاء بأنه "غير قانوني". من جانبها، ردت وزارة الخارجية الصينية يوم الجمعة بالقول إن "الصين عارضت دائماً تسييس التعاون التعليمي"، معتبرة أن هذه الخطوة "لن تؤدي إلا إلى الإضرار بصورة وسمعة الولايات المتحدة الدولية".

يجد الآلاف من الطلاب الدوليين أنفسهم ضحايا صراع سياسي حاد، حيث باتت خططهم المستقبلية معلقة في الهواء وسط تفاقم التوترات العالمية.

نبذة عن المؤلف

باول - محلل دولي، يحلل السياسة الخارجية لفرنسا والعلاقات الدولية. تساعد تعليقاته الخبراء في فهم موقف فرنسا على الساحة العالمية.