أثار إعلان وزيرة الصحة الفرنسية عن قانون جديد لمكافحة التبغ جدلاً واسعاً في البلاد، حيث وصفه الصحفي البارز باسكال برو (Pascal Praud) بأنه مجرد "تشتيت" عن القضايا الأكثر أهمية التي تواجه الحكومة.

ووفقاً للإجراءات الجديدة التي تم الإعلان عنها، سيُحظر التدخين في الشواطئ والحدائق العامة ومحطات الحافلات والمرافق الرياضية والمناطق المحيطة بالمدارس اعتباراً من الأول من يوليو. وتبرر الحكومة هذه الخطوة بضرورة حماية الأطفال والصحة العامة.

لكن برو، الذي يقدم برنامج "L’Heure des pros" على قناة CNews، انتقد بشدة أولويات الحكومة في افتتاحيته يوم الجمعة. وتساءل عن مدى جدية الحكومة في حماية الأطفال، مشيراً إلى تناقض في السياسات.

"حظر التدخين على الشواطئ... والسبب المعلن هو حماية الأطفال. لمَ لا؟ لكن بالأمس، طُلب من كريستيان إستروسي (عمدة نيس) تعطيل كاميرات المراقبة المثبتة بالقرب من المدارس بقرار من الهيئة الوطنية للمعلومات والحريات (CNIL). حسناً، لنحمِ الأطفال، ولكن مع احترام إخفاء هوية المجرمين"، قال برو ساخراً.

وتابع الصحفي انتقاده، مشيراً إلى أن الحكومة تتجنب معالجة قضايا جوهرية تتعلق بالهوية الفرنسية والتقاليد، مفضلة التركيز على قضايا سهلة التنفيذ.

وأضاف: "حظر التدخين على الشواطئ، لكن من المحتمل السماح بارتداء النقاب في الأماكن العامة. حماية الثقافة الفرنسية وهويتها وتقاليدها ليست موضوعاً بالنسبة لمن يحكموننا. حظر التدخين على الشاطئ، لكن هل نتحدث عن حماية الأطفال من الشاشات؟".

وخلص برو إلى أن عدم قدرة المسؤولين على اتخاذ إجراءات حاسمة بشأن القضايا الأساسية مثل انعدام الأمن والهجرة يدفعهم إلى أن يكونوا "متشددين بشأن قضايا فرعية".

واختتم قائلاً: "من يمكن أن يصدق بجدية أن مدخناً على الشاطئ سيسمم طفلاً يبلغ من العمر ست سنوات أو سيحثه على تدخين علبتي سجائر عندما يكبر؟ التدخين يقتل، وكذلك الحياة أيضاً".