
في كلمات قليلة
تراقب منظمة الصحة العالمية سلالة جديدة من كوفيد-19 تسمى NB.1.8.1، والتي تم اكتشافها في أوروبا وترتبط بزيادة الإصابات في آسيا. المنظمة تقيم الخطر العالمي بأنه منخفض حالياً.
تتجدد متابعة أخبار فيروس كوفيد-19 مع ظهور سلالة جديدة. أعلنت منظمة الصحة العالمية عن وضع سلالة جديدة من فيروس Sars-CoV-2، تحمل اسم NB.1.8.1، تحت المراقبة.
تم اكتشاف هذه السلالة، وهي أحد المتحورات المنحدرة من سلالة أوميكرون سريعة الانتشار، في عدة دول أوروبية، بما في ذلك فرنسا (مع ما لا يقل عن 4 حالات مكتشفة)، بالإضافة إلى الولايات المتحدة. في الأسابيع القليلة الماضية، يبدو أن NB.1.8.1 يساهم في ارتفاع جديد في معدلات الإصابة في مناطق معينة من آسيا، مثل سنغافورة وتايوان وهونج كونج، حيث سجلت السلطات زيادة في عدد الحالات، وعدد الزيارات إلى أقسام الطوارئ، والوفيات.
وضع منظمة الصحة العالمية لسلالة NB.1.8.1 "تحت المراقبة" يعني أن الفيروس يستمر في التطور والتحور بشكل طبيعي. ظهور سلالة جديدة ليس أمراً مفاجئاً، ولكن مراقبتها ضرورية لأن بعض التغيرات الجينية قد تزيد من قدرة الفيروس على الانتشار، أو تسبب أمراضاً أكثر حدة، أو تمكنه من التغلب على المناعة المكتسبة من الإصابات السابقة أو اللقاحات.
مع ذلك، فإن وضع NB.1.8.1 تحت المراقبة لا يعني وجود مخاوف خاصة بشأن خطورته. هذا هو الحال بالفعل مع خمس سلالات أخرى من Sars-CoV-2. يعني ذلك ببساطة أن تغيراته الجينية قد تؤثر على خصائصه، وهناك إشارات إلى أنه قد يحل محل السلالات الأخرى المنتشرة، ولكن تأثيره السريري غير مؤكد حالياً. لا يزال NB.1.8.1 بعيداً عن تصنيفه ضمن فئة "السلالات المثيرة للقلق"، التي تشمل تلك التي أظهرت خطراً سريرياً حقيقياً أو انخفاضاً في فعالية اللقاحات.
وفقاً لدراسات أولية أجراها باحثون صينيون (نشر غير خاضع لمراجعة الأقران)، تشير النتائج إلى أن NB.1.8.1 "احتفظ بقدرة عالية على الارتباط بمستقبل ACE2" ولديه "قدرة على التهرب المناعي". قد يدعم ذلك احتمالية سيطرته مستقبلاً. لكن هذه البيانات تم الحصول عليها في المختبر، وتأثيرها في الواقع الفعلي غير معلوم. تشير منظمة الصحة العالمية أيضاً إلى أن بعض الطفرات قد تجعله أكثر انتقالاً.
تظهر البيانات من التحالف الدولي GISAID زيادة في نسبة حالات NB.1.8.1 بين التسلسلات الجينية التي تم تحليلها، حيث بلغت 10.7% في أواخر أبريل مقارنة بـ 2.5% قبل أربعة أسابيع، مما يدل على انتشاره المتزايد.
على الرغم من ذلك، فإن منظمة الصحة العالمية تبعث على الطمأنينة، حيث تعتبر أن الخطر الذي تمثله هذه السلالة الجديدة على الصحة العامة على المستوى العالمي "منخفض". وذلك لسببين رئيسيين: البيانات الحالية لا تشير إلى أن هذه السلالة تسبب شكلاً أكثر حدة من المرض، ومن المتوقع أن تظل اللقاحات المعتمدة حالياً ضد كوفيد-19 فعالة.
لا يزال من غير المؤكد ما إذا كانت سلالة NB.1.8.1 هي سبب الزيادة الوبائية الأخيرة في آسيا أو أنها تتزامن معها ببساطة. يلاحظ الخبراء أيضاً أن فعالية اللقاحات قد تختلف.
بالنسبة للوضع العام، تظل المؤشرات الوبائية منخفضة في العديد من المناطق. لم تتفش السلالة الجديدة بعد على نطاق واسع. على الرغم من اكتشافها في عدد من البلدان، لا يزال انتشارها محدوداً في معظم الأماكن.
حتى لو انتشرت السلالة وتسببت في موجة جديدة، لا يوجد ما يشير إلى أنها ستكون أكثر حدة أو خطورة من الموجات السابقة التي كانت محدودة. ومع ذلك، يظل من المهم للأشخاص الأكثر عرضة للخطر الحصول على اللقاحات المحدثة، وأن يحافظ الأشخاص المرضى والمخالطون على الإجراءات الوقائية الأساسية.