وباء خفي: ارتفاع صادم في استغلال الأطفال جنسياً في فرنسا وتجنيدهم عبر الإنترنت

وباء خفي: ارتفاع صادم في استغلال الأطفال جنسياً في فرنسا وتجنيدهم عبر الإنترنت

في كلمات قليلة

يشهد عدد القاصرين الذين يتم استغلالهم جنسياً في فرنسا ارتفاعًا ملحوظًا (يصل إلى 20 ألفًا)، مع انتشار طرق التجنيد عبر الإنترنت. يشير خبراء إلى أن هذه الظاهرة، التي يقودها قوّادون شباب وعنيفون، أصبحت أكثر ربحًا وأقل وضوحًا من تجارة المخدرات، مما يجعلها وباءً خفيًا.


تشهد فرنسا تزايدًا مقلقًا في ظاهرة استغلال الأطفال جنسياً، والتي تتحول إلى ما يشبه الوباء الخفي. تشير التقديرات إلى أن حوالي 20 ألف قاصر، غالبيتهم فتيات تتراوح أعمارهن بين 14 و 17 عامًا، يتم استغلالهن في الدعارة. وقد شهد هذا العدد ارتفاعًا ملحوظًا منذ فترة الإغلاق.

تتفاقم المشكلة مع صغر سن القوّادين أنفسهم، واعتمادهم على أساليب أكثر تنظيمًا وعنفًا. يقارن الخبراء الذين يدرسون هذه الظاهرة بما كان عليه تهريب المخدرات قبل سنوات، حيث لم يُدرك حجم الكارثة الصحية والاجتماعية التي كان يغذيها.

يتم تجنيد العديد من الضحايا عبر الإنترنت، من خلال شبكات التواصل الاجتماعي أو منصات المساعدة الاجتماعية للأطفال. غالبًا ما تكون لهؤلاء الفتيات خلفيات عائلية صعبة. إنهن يقعن ضحايا لعملية إتجار حقيقية يقودها قوّادون يزدادون عنفًا وشبابًا وتنظيمًا. الاختطاف، الاغتصاب، إجبارهم على تعاطي المخدرات... ما تتعرض له هؤلاء الضحايا في مواقف السيارات تحت الأرض أو غرف الفنادق الرثة لا يصدق. تروي إحدى الضحايا التي تمكنت من الشهادة معاناتها في رسالة، قائلة إنها تعرضت للاستغلال من قبل 210 عميل في ثلاثة أسابيع وأنها لن تتعافى أبدًا رغم الرعاية.

غالبًا ما يكون العائد المالي من استغلال القصر أكبر وأقل خطورة للمجرمين مقارنة بتجارة المخدرات. مقابل 10 خدمات، يمكن للقوّادين الحصول على حوالي 2000 يورو. لوحظ تحول حقيقي من مهربي المخدرات نحو استغلال القصر جنسيًا، خاصة بعد الحملات الأمنية ضد المخدرات في بعض المدن.

يؤكد الخبراء أن في مجتمعاتنا الحديثة التي تهتم بالربح والمال، يبقى الاتجار بالبشر لأغراض الدعارة أحد أشكال العبودية الأخيرة. وينتقدون أيضًا محاولات تطبيع مفهوم «العمل الجنسي»، والتي تتجاهل المسار المأساوي الذي يدفع الفتيات الصغيرات لبيع أجسادهن دون أن يخرجن من هذه التجربة سالمين.

هذه الظاهرة تبقى شبه غير مرئية لأنها تحدث بعيدًا عن الأنظار، في غرف الفنادق أو أماكن أخرى مغلقة. على عكس الجرائم الأخرى، لا يصاحبها حرق سيارات أو اشتباكات بالأسلحة، مما يجعلها أقل بروزًا للسلطات ووسائل الإعلام. هذا النقص في الرؤية هو ما يسمح لعمليات الإتجار بالقصّر بالازدهار في الظل.

نبذة عن المؤلف

ناتاليا - صحفية اجتماعية، تغطي قضايا الهجرة والتكيف في فرنسا. تساعد تقاريرها السكان الجدد في فهم البلاد وقوانينها بشكل أفضل.